أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عزمها على مواصلة إدخال السلاح إلى غزة وأنها استأنفت تجهيز نفسها وتطوير ما هو موجود لديها بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. * ويأتي هذا الموقف ردا على التحركات الدولية التي تجري منذ أيام بالتنسيق مع إسرائيل بهدف "توقيف" تدفق السلاح إلى المقاومة الفلسطينية. وفي مهرجان خطابي أقيم في مقر اليونيسكو في بيروت، أعلن أسامة حمدان، ممثل حماس في بيروت أن امتلاك السلاح من حق الفلسطينيين وسيواصلون إدخاله إلى القطاع والضفة، مشيرا إلى أن المقاومة لم تعجز عن إدخال السلاح إلى غزة في ذروة الحرب وتحت وطأة القصف. * وعن الحديث عن "آليات جديدة لوقف دخول السلاح" إلى غزة، قال حمدان "ان الذين يظنون ان بضع طائرات أو حاملات طائرات يمكن ان تراقب بحرا وان تكنولوجيا الأقمار الصناعية يمكن ان تراقب الأنفاق، فهم واهمون". وأشار إلى ان "إدخال السلاح قبل ذلك لم يكن نزهة أو رحلة يسيرة، بل كان رحلة صعبة وقاسية فيها شهداء وأسرى ومفقودون حتى اليوم، لكن السلاح كان يصل إلى غزة وسيستمر بالوصول". * ويأتي رد حركة حماس في الوقت الذي تكثفت الجهود الإسرائيلية والدولية لمنع السلاح عن المقاومة الفلسطينية، وفي هذا الصدد سارعت فرنسا إلى إرسال فرقاطة حربية بحجة "مراقبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة بالتنسيق مع مصر وإسرائيل"، بحسب الرئاسة الفرنسية. كما يأتي ذلك أيضا بعد أقل من يومين من إعلان مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر موافقته على ترتيبات أمنية مع مصر تشمل زيادة عدد قواتها على الحدود مع غزة، وهو ما نفته القاهرة رسميا. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد كشفت في الثامن من جانفي ان لواء الهندسة في الجيش الأمريكي يساعد منذ بعض الوقت الحكومة المصرية على كشف الانفاق التي تستخدم لنقل أسلحة ومواد أخرى مهربة من مصر إلى غزة. * تجدر الإشارة إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي استهدف بالقصف عددا من الانفاق خلال الهجوم على غزة بين 28 ديسمبر و18 جانفي. وفي نفس الموضوع، ذكرت صحيفة " الصنداي تايمز" البريطانية أن القوات البحرية الأمريكية تلقت أوامر بتعقب السفن الإيرانية التي يحتمل أن تقوم بنقل شحنات أسلحة إلى قطاع غزة. * ونقلت "الصنداي تايمز" عن مصادر دبلوماسية أمريكية أن قوة المهام المشتركة "151" تلقت أوامر بتتبع السفن المتجهة إلى البحر الأحمر، والتي يشتبه قيامها بنقل شحنات أسلحة من إيران إلى ما وصفته ب"حلفاء إسلاميين" آخرين في قطاع غزة، في إشارة إلى حركة حماس. وقوة المهام المشتركة رقم "151" هي قوة بحرية أمريكية تتبع الأسطول الخامس الأمريكي، وترابط في خليج عدن للقيام بدوريات في المنطقة لمكافحة أعمال القرصنة قبالة السواحل الصومالية وفي مياه خليج عدن. * ووفقا للمصادر الإسرائيلية، فإن "هناك طريقين رئيسيين لتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، الأول عبر الأراضي السودانية والصومالية، ثم إلى مصر؛ حيث يقوم مهربو البضائع بنقلها برا إلى سيناء، ومن هناك يقوم البدو المتخصصون بتهريب الشحنة إلى غزة عبر الأنفاق على الحدود بين مصر وقطاع غزة". أما الطريق الثاني، فتقول عنه إسرائيل: إن "الحرس الثوري الإيراني يقوم بإرسال شحنات الأسلحة عبر قناة السويس ومنها إلى البحر المتوسط؛ حيث ترسو السفن الإيرانية قبالة سواحل قطاع غزة، داخل المياه الإقليمية المصرية؛ حيث لا يمكن للقوات البحرية الإسرائيلية تعقبها هناك"، وخلال الليل تقوم عناصر من الضفادع البشرية بنقل الأسلحة في حاويات مغلقة على قوارب الصيد الفلسطينية.