الضحية: السيدة بوراس توفيت خمس نساء حوامل في ليلة واحدة بقسم التوليد بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقنسطينة، وهو ما أثار سخط أهل الضحايا الذين اتهموا الطاقم الطبي المشرف على عمليات التوليد بالإهمال وعدم الكفاءة، وحسب الملفات التي قدمها أهل الضحايا ل "الشروق اليومي" والتي تضم شهادات ومعاينات الأطباء الخواص وكلهم مختصين في أمراض النساء فإن مراحل حمل هؤلاء النساء كان عاديا إضافة إلى وضع الجنين. * ويقول إبراهيم مراح، وهو عامل بالخدمات الجامعية بقسنطينة وزوج الضحية "يمينة بوراس" أن زوجته حافظت على صحتها الجيدة إلى غاية دخولها المستشفى يوم الثلاثاء 27 جانفي، حيث مكثت عشرة أيام ليتم استدعاء زوجها للإمضاء على ملف زوجته بعد تبين وفاة جنينها في بطنها وضرورة إجراء عملية مستعجلة لاستخراج الجنين، ويؤكد زوج الحامل أنه لاحظ تعفن الجنين وظهور أعراض غير صحية على زوجته التي توفيت يوم الخميس الماضي، وفي نفس الليلة مع أربع حاملات أخريات، إحداهن تقطن بمدينة قسنطينة والثانية في ولاية ميلة والثالثة ببلدية عين فكرون بولاية أم البواقي، والأخيرة بمدينة أم البواقي، وهو ما شكل صدمة حقيقية، لأن وفاة خمس حوامل في ليلة واحدة هو كارثة حقيقية، خاصة أن ذلك وقع في أحد أكبر مستشفيات الجزائر وأقدمها والذي يضم طاقما طبيا مشهودا له بالكفاءة. * وتم استخراج شهادة وفاة الحوامل الخمس يوم الجمعة من ذات البلدية "مناوبة وسط المدينة".. وكل الحوامل اللائي توفين سبق لهن وأن وضعن أبناء في حالة صحية وبعد ولادة عادية ومنهن الضحية "يمينة" وهي أم لخمسة أبناء كلهم ظهروا للوجود بعد ولادة عادية من دون أي مشاكل أو اللجوء للعملية القيصرية، وفي المقابل يشتكي مستشفى قسنطينة الجامعي في قسم الولادة من الضغط الرهيب المفروض عليه في غياب المختصين الأكفاء في الولايات المجاورة وغلاء تسعيرة العيادات الخاصة وهو ما جعل المستشفى يأخذ بعدا جهويا ومقرا لحوامل ولايات جيجل وسكيكدة وميلة وأم البواقي وحتى سطيف وباتنة، ولا يمكنه مسايرة هذا الضغط غير العادي الذي أدى إلى حدوث عدة كوارث وآخرها ما حدث الخميس الماضي.