سجلت مصلحة التوليد بمستشفى آفلو وفاة 3 أمهات حوامل، وذلك في مدة زمنية قصيرة لم تتجاوز 72 ساعة مما حمل أهالي الضحايا على اتهام القائمين على مصلحة التوليد بالتسيب واللامبالاة، ملمحين بإمكانية ملاحقة المتسببين في الكارثة قضائيا. * - 35 ولادة في ليلة أشرف عليها طبيب واحد وقابلتان * * وحسب المعلومات التي حصلت عليها الشروق من طرف الدكتور بوزياني المختص في أمراض النساء والتوليد، فإن الضحايا هن سفقاقي مسعودة التي عانت من حالة إجهاض وتعفن في الرحم، مما أدخلها في غيبوبة، وقد حاول الأطباء إنقاذها لكن دون فائدة، إضافة إلى المدعوة خرص شابحة البالغة من العمر 34 سنة، والتي عانت من نزيف معوي حاد أدى إلى وفاتها. أما الضحية الثالثة فهي تهامي كلثوم التي تفاجأ الأطباء بتوقف مفاجئ في عمل الرئتين والقلب لديها أثناء الولادة، علما أن المصلحة شهدت ليلة وفاة الضحايا حوالي 35 ولادة أشرف عليها طبيب واحد وقابلتان، وهو ما يطرح أزمة كبيرة على مستوى الموارد البشرية المتوفرة بمقابل حالات الولادة المتزايدة. * وعلى نفس وتيرة الغضب، سار نبض الشارع المحلي الذي بدا ناقما على المستشفى وتسييره، مما جعل الحقيقة تمتزج بالإشاعة والتهويل وغذت الأحداث الغضب الشعبي المتصاعد، الأمر الذي دفع مدير الصحة والسكان للتحرك من أجل احتواء حالة الاحتقان، حيث علمت الشروق اليومي أنه قام بزيارة للمستشفى للوقوف على الحالة الملفتة للانتباه والتي أحدثت نوعا من الإرباك بتزامنها مع بعضها. كما صرح المدير ل "الشروق اليومي" انه اجتمع بالفرق المناوبة والأخصائيين المداومين يوم الحادث، وعاين ملفات المريضات وفتح تحقيقات في الموضوع لكن لم يتبين أي دليل حتى الآن، مشيرا أنه في حال تأكد وقوع أي تسيّب من الأخصائيين وشبه الطبيين، فإن الإدارة سوف تضرب بيد من حديد كل من سوّلت له نفسه التهاون والتلاعب. * من جهتهم، أكد أهل بعض المتوفيات ممّن اتصلوا ب"الشروق اليومي" أنّ حالات اللامبالاة والتسيب كانت سببا مباشرا في الوفاة، كما أكد بعضهم تقديم شكاواهم للجهات الأمنية والقضائية حتى لا تتكرر هذه الحالات مرة أخرى، وطالبوا أيضا بتدخل وزير الصحة عمار تو الذي سبق له وأن نفى مسؤولية الأطباء المباشرة عن حوادث مشابهة في أكثر من ولاية، حتى وان لم يقتنع أهالي الضحايا بمثل تلك المبررات. * وفي انتظار ما سيسفر عنه التحقيق الإداري وكذا التحقيق القضائي الذي ربما تفتحه الجهات المختصة، تبقى الإشاعة سيدة الموقف وتصنع الحدث في الشارع المحلي لمدينة آفلو.