الشهيد أحمد زبانة أسال مشروع فيلم "زبانة" مؤخرا الكثير من الحبر، وكانت "الشروق" سباقة إلى الكشف عن تفاصيله، على لسان المخرج لمين مرباح، الذي نفى إشاعة التجميد شكلا ومضمونا، وتمسك بإمكانية إخراج العمل إلى النور قريبا، دون التحرج من إنتاج آخر لقي موافقة الوزيرة يخرجه سعيد ولد خليفة. * وتكشف "الشروق" اليوم عن مشروع مماثل لنفس الشهيد، ولكن صاحبيه محمد بوضياف وعلي زعموم رحلا دون أن يتحقق الحلم. * أكد الرائد بوعلام نجادي، في تصريح خص به "الشروق"، على أن المجاهد الراحل علي زعموم "هو أول من فكر في إنتاج فيلم عن شهيد المقصلة أحمد زبانة لتأثره الشديد بطريقة إعدامه من جهة، وبحكم الصداقة المتينة التي كانت تجمعهما قبل وأثناء فترة تواجدهما في السجن من جهة أخرى"، مضيفا بأن "زعموم طرح فكرة إنتاج الفيلم على الرئيس الراحل محمد بوضياف، ووافق هذا الأخير، لكن اغتياله حال دون أن ينجز هذا الفيلم". * وأضاف نجادي بأن "المجاهد علي زعموم كان من بين المقربين جدا من الشهيد أحمد زبانة، وكان يحتفظ بمذكراته التي كتبها أثناء فترة تواجده في السجن، ومصحفه الصغير الذي لم يفارقه وقتها، وسلمهما احمد زبانة لزعموم قبل أن يساق إلى المقصلة"، قبل أن يضيف "زعموم رحمه الله تأثر كثيرا باستشهاد أحمد أقرب أصدقائه ولم يجد أمامه إلا فكرة إنتاج فيلم لهذا الشهيد البطل الذي حفظ التاريخ بطولته بالخط العريض". * وتابع نجادي "زعموم قابل الرئيس السابق محمد بوضياف في مكتبه، وعرض عليه مشروعه المتعلق بإنتاج فيلم عن زبانة، ولم يتردد الرئيس في قبول العرض، وكان سينجز العمل لولا أن اغتياله جمد المشروع، ولم يبق لزعموم إلا أن يؤلف كتابه" "ثامورث ايمازيغن" ويخصص فيه قسما لزبانة". * وفي سياق آخر، تحدث بوعلام نجادي عن كتابه الأخير "فيفا زبانة"، الذي أصدره في 2006، وقام بعرضه على التلفزيون في الذكرى الخمسين لوفاة شهيد المقصلة، وقال نجادي بأنه حقق، بتأليفه لهذا الكتاب، أمنية علي زعموم التي كانت تراوده دوما. * وكل من قرأ "فيفا زبانة" يشعر بأنه يعيش رفقة شهيد المقصلة ويلامس كل الأماكن التي وطئتها قدماه، ويشاركه في كل معاركه ضد الاستعمار الفرنسي، عمل يحس قارئه أنه يعيش داخل سيناريو حقيقي، وبشهادة أيضا أحد الفرنسيين المطلعين على تاريخ الجزائر، الذي اتصل بنجادي وشكره على العمل. ومن خلال الشكر الذي تلقاه من الرئيس بوتفليقة ورئيس الحكومة ووزير التعليم العالي و بحث العلمي. * و"فيفا زبانة" هي رحلة بحث طويلة دامت ثلاث سنوات، قام من خلالها نجادي بزيارة الأماكن التي ترعرع فيها شهيد المقصلة من الغرب إلى الشرق مرورا بمنطقة القبائل، كما احتك الكاتب بأصدقاء الشهيد ورفقائه، وخاصة المجاهدين الذين رافقوا الشهيد في عملياته العسكرية، وبالاعتماد أيضا على مطالعة الأرشيف. * للإشارة فإن نجادي متقاعد برتبة رائد، كرس نفسه للبحث التاريخي، حاصل على ماجستير في العلوم العسكرية، وشهادة من الأكاديمية العسكرية للهندسة بموسكو، وشهادة مهندس في البناء، وشهادة مترجم للغة الإنجليزية. *