جورج غالاوي يصنع الاستثناء في الغرب أوضح جورج غالاوي في حواره مع "الشروق اليومي" بعض ملابسات هذه الرحلة الإنسانية الطويلة التي تهدف إلى تحسيس الرأي العام الغربي خاصة، بالمأساة التي يعاني منها سكان غزة خصوصا، والشعب الفلسطيني عموما، في ظل الحصار الإسرائيلي الخانق والإرهاب الذي يمارسه على الأبرياء بدعوى مكافحة الإرهاب. * *أتمنى أن أشهد فتح الحدود الجزائرية المغربية * وقال غالاوي إن المتأمل للواقع بعين الإنصاف يكتشف أن الفلسطينيين هم ضحايا الإرهاب، وليس العكس، وأن المقاومة حق مشروع من أجل قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس. * * كيف كان شعوركم وأنتم تشهدون فتح الحدود الجزائرية المغربية المغلقة منذ العام 1994؟ * لقد كانت لحظات جميلة ورائعة بعد ذلك الإنجاز الذي حققناه عام 2002 عندما فتحنا الحدود الجزائرية المغربية للمرور بقافلة مريم المساندة للعراق، وآمل أن تقوم الحكومة المصرية بنفس الشيء الذي قامت به السلطات الجزائرية وتفتح حدودها مع غزة للسماح لقافلتنا بالمرور. * * وكيف كان استقبال الجزائريين لكم عند وصولكم إلى الأراضي الجزائرية؟ * كانت هناك حشود من الناس في انتظارنا واستقبلونا بأذرع مفتوحة، غير أن هذا ليس بالغريب على الجزائريين، لأن الجزائر تعرف أكثر من بلد آخر ما معنى الاحتلال، وهي البلد الذي ضحى بأكثر من مليون شهيد. فنحن ندرك بأن الشعب الجزائري يفهمنا أكثر من أي شعب آخر. * * ما هو الطلب الذي تريدون توجيهه إلى السلطات الجزائرية والمغربية فيما يخص فتح الحدود؟ * كل ما أتطلع إليه هو أن أشهد ذلك اليوم الذي ستفتح فيه جميع الحدود بين البلدان العربية وحتى وإن لم أعشه أنا، فأنا آمل أن يكبر ابني زين الدين جالاوي والذي يبلغ الآن من العمر سنتين ويشهد فتح كل الحدود. * * وما هو موقفكم من القضية الفلسطينية ونضال الفلسطينيين ضد الاحتلال؟ * بحكم أن وجهات النظر تختلف، هناك من يعتبر الفلسطينيين مقاومين، وهناك من يراهم إرهابيين، وأنا أقول إن الفلسطينيين ليسوا بإرهابيين ولكنهم ضحايا الإرهابيين. فأنا أرى أن توجيه كلمة إرهابيين للفلسطينيين ليست في محلها على الإطلاق. ونحن هنا جئنا مسالمين وليس في نيتنا إيذاء أي أحد ونأمل أن لا يوقفنا أي أحد. * ونحن مع قيام الدولة الفلسطينية وفتح جميع المعابر ومنح السيادة الكاملة لفلسطين وإعطاء اللاجئين الفلسطينيين حقهم في العودة إلى وطنهم، وإذا لم يتسنى هذا من قبل الأطراف المعنية، فعلى جميع القوى في العالم والحكومات مساندة هذه المساعي وتجسيدها. * * وماذا عن معبر رفح، وهل تتوقعون أن تمر قافلتكم عبره؟ * لقد استمرت السلطات المصرية في فتح معبر رفح لليوم الثاني على التوالي، ومن المفروض أن يبقى مفتوحا لليوم الثالث، وأنا آمل حين وصولنا إلى هناك أن تقوم السلطات المصرية بنفس الإجراء الاستثنائي الذي قامت به الحكومة الجزائرية سواء تكون حماس وإسرائيل قد توصلتا إلى اتفاق أم لا. * * وهل هناك نوايا سياسية إلى جانب مساعيكم التضامنية من وراء فتح الحدود الجزائرية المغربية؟ * يمكن القول بأن التضامن هو سياسة بحد ذاتها، لكن كما كان يقول شيغيفارة التضامن هو الحب بين الناس. وفي هذا الخصوص، ليس لنا أية نية في التدخل في الشؤون السياسية للبلدان العربية، ولا نريد أن يكون لنا أي دور ضاغط لا من قريب ولا من بعيد في القرارات السياسية التي تتخذها الحكومات العربية لا سيما الجزائر والمغرب. * * وما هو انطباعكم عن الشعب الجزائري؟ * لقد كان الشعب الجزائري في منتهى الروعة، وهذا ما تجلى من خلال تعامله معنا ويد المساعدة التي كان الناس يمدونها إلينا، حيث كانوا يصلحون لنا السيارات حين حصول عطب بها، كما كانوا يقومون بإمدادنا بالبنزين الكافي لمواصلة السير.