فصلت محكمة الجنايات بالشلف، في قضية خطيرة، تتعلق بارتكاب مجزرة جماعية في حق 20 شخصا، تتراوح أعمارهم بين 25 و48 سنة ببلدية عين السلطان في ولاية عين الدفلى، تورط فيها شاب في العقد الثالث من عمره، حيث أدانته وحكمت عليه بالإعدام بعد أن كانت قضت بمعاقبته بالسجن المؤبد خلال جلسة سابقة. * * المجرم يبرر فعلته برغبته في وقف إدمانه على القمار * * وكانت هذه القضية هزّت البلدية المذكورة في رمضان 2006، حيث استيقظ سكانها على فاجعة مقتل 5 أشخاص حرقا حد التفحم وإصابة خمسة عشرة آخرين بحروف متفاوتة الخطورة بعد أن أقدم المتهم على رشّهم بالبنزين داخل أحد الأقبية وأوصد الباب عليهم بالقوة، وفرّ نحو وجهة مجهولة تاركا إياهم يتخبطون وسط النيران رغم صراخهم في مشهد مأساوي لا يحدث إلا في الأفلام الهوليودية، علما أن الناجين من بين هؤلاء الضحايا لم يتمكنوا من الإفلات من ألسنة اللهب إلا بعد أن قام أحدهم قوي البنية بتكسير الباب والخروج، حيث سارعوا إلى إبلاغ مصالح الدرك التي بحثت عن المجرم وأوقفته، اذ لم يتوان هذا الأخير عن الاعتراف بجريمته مبرّرا ذلك بأنه خسر في لعبة القمار التي دأب على لعبها مع هؤلاء الأفراد كل ليلة وخلال جلسة محاكمته أورد تفاصيل جديدة عن تلك الحادثة المشؤومة، حيث اعتاد رفقة هؤلاء الأشخاص الذين يعيش كثير منهم بجواره على لعب القمار كل ليلة، وكان يوميا يخسر ما يقارب الستة ملايين، غير أنه ليلة الحادثة خسر 1000دج، ولاحظ أن أمواله كلها باتت تهدر في لعب القمار، حيث قرّر إحراق المحل الذي كانوا يلعبون بداخله "حتى لا يكرّر اللعب به" كما قال ولم تكن أبدا نيّته القتل غير "أنه جلبه لدلو من البنزين وإخراجه لابن من عمه من داخل المحل ثم رشّه للضحايا قبل أن يغلق عليهم الباب ويضع وراءه دعامة قوية"، أكدت نيّة القتل لديه عن سبق إصرار وترصد حسب هيئة المحكمة التي نطقت في الأخير بالإعدام في حقه بعد أن كانت في جلسة سابقة أدانته بالمؤبد قبل أن يستأنف الحكم. *