تحولت أمس قاعة الجلسات بمحكمة الاستئناف بمجلس قضاء تيزي وزو إلى ساحة "لمعركة عروشية" اشتملت فيها الأسلحة البيضاء وهذا على وقع عبارات "أولاش سماح أولاش"، وأسفرت للأسف على تسجيل عديد من الجرحى واغماءات بالجملة بفي أوساط المتقاضين، وقفز جماعي من النوافذ، كما تم تسجيل محاولة الإعتداء على عناصر الدرك الوطني. *إغماءات وجرحى ومحاولة الاعتداء على عناصر الدرك الوطني كانت عقارب الساعة تشير إلى التاسعة والنصف صباحا حيث خيم سكوت جنائزي على قاعة الجلسات بمحكمة الإستئناف بمجلس قضاء تيزي وزو مباشرة عندما أعلن رئيس الجلسة انطلاق المحاكمة، ولم يكن أحد، لا من المواطنين ولا من المحامين ولا هيئة المحكمة، يعلم أنه بعد بضع دقائق يختلط الحابل بالنابل، حيث تم مناداة أطراف القضية التي أسس فيها مندوب تنسيقيات عروش حركة المواطنة بلعيد عبريكا كضحية كونه تعرض بتاريخ 30 نوفمبر2006 إلى الضرب والجرح العمدي بسلاح أبيض من طرف المتهمين والذين تنقلوا يومها إلى ضواحي واضية عندما بلغ مسامعهم تواجد الناطق الرسمي للوفد المحاور هناك، فاعتدوا عليه بالضرب عندما كان بصدد الإشراف على اجتماع عادي مع عائلات ضحايا أحداث منطقة القبائل والجرحى بخصوص ملف التعويضات التي أقرتها الدولة فقام عبريكا بتقديم شكوى رسمية لدى النائب العام لإعطاء صيغة جنائية للقضية والتي تم تكييفها إلى جنحة، حيث عالجتها مؤخرا محكمة ذراع الميزان والتي أصدرت الحكم بعام سجنا نافذا للمتهم الرئيسي لكن الضحية قرر الإستئناف ليتم جدولة قضيته أمس لو لم يحدث ما حدث. فمباشرة بعد أن نادى رئيس الجلسة جميع أطراف القضية بما فيهم الشهود تدخل عبريكا مخاطبا هيئة المحكمة بقوله: "أطالب بضرورة إحضار مسؤول فرقة الدرك الوطني لذراع الميزان بكونه هو الذي قام بالتحري في القضية"، وقبل أن يرد عليه القاضي وبالصدفة ودون سابق انذار صرخ أحد المندوبين المتواجدين داخل القاعة بعبارة "مجرمين"، وهذا يكون قد أعطى اشارة انطلاق العروشية داخل قاعة الجلسات التي كانت مكتظة عن آخرها بالمواطنين والمتقاضين والمحامين حيث استعملت أسلحة بيضاء، وهذا على وقع عبارات "اولاش سماح اولاش" التي ذكرت الجميع بأحداث الربيع الأسود. وقد اختلط الحابل بالنابل لمدة أكثر من ساعة وأصبح الكل يضرب الكل، ولم يفهم أحد ما حدث وهذا أمام أنظار عناصر الشرطة بالزي المدني، وقد كانت الحصيلة ثقيلة حيث تم تسجيل جرحى واغماءات بالجملة في أوساط النساء والعجزة المرضى الذين تابعوا "المعركة" على المباشر، ولم يتمكن المحامون من محاولة تهدئة المندوبين وأنصارهم الذين جاؤوا بكثرة لمساندة "زعيم العروش"، وقد حاول وكيل الجمهورية أن يهدئهم لكنه لم يفلح ما جعل قاضي الجلسة يعلن رسميا على تأجيل القضية إلى غاية 17 جوان المقبل في جلسة خاصة. للاشارة فإن الأمور كادت أن تنزلق أمس إلا ما لا تحمد عقباه عندما قام بعضهم من الغاضبين بقاعة محكمة الاستئناف محاولة اقتحام قاعة محكمة الجنايات لمحاولة الاعتداء على عناصر الدرك الوطني المتواجدين بذات القاعة، ولولا تدخل أعوان الأمن الداخلي للمجلس القضائي لحدثت الكارثة حيث تمكنوا وبشق الأنفس تجريدهم من الأسلحة البيضاء وطردهم الى الشارع. أما المواطنون المتواجدون بالقاعات المجاورة فقد ظنوا أن الأمر يتعلق بوجود قنبلة على وشك الانفجار فقاموا بالقفز من النوافذ. من جهة أخرى تجدر الإشارة إلى أنه تم ايقاف جلسات المحاكمة صبيحة أمس على وقع هذه الاشتباكات.