افتتحت، الأربعاء، بالمكتبة المركزية بجامعة قالمة أشغال الملتقى الدولي السادس حول مجازر الثامن ماي 45. وقد تميز اليوم الأول من أشغال هذا الملتقى بعرض العديد من المداخلات التاريخية التي قدمها أساتذة ومؤرخون وحقوقيون جزائريون وفرنسيون أكدوا بالإجماع على أن العالم كله أصبح اليوم مقتنعا بأن أحداث الثامن ماي 45 هي واحدة من أبشع الجرائم الوحشية الاستعمارية عبر التاريخ. لما شهدته من مجازر بشعة تم خلالها تعذيب والتنكيل بالأبرياء من الجزائريين العزل في كل من سطيف، قالمة وخراطة وهو ما تثبته وثائق الأرشيف الفرنسي والجزائري على حد سواء. وفي ذات السياق، جاءت مداخلة الصحافي المؤرخ والحقوقي المناهض لقانون تمجيد الاستعمار الصادر في فيفري 2005 جيل مونيرسون، الذي أكد أن الصحافة الفرنسية سنة 1945 لم تعط المعلومات الصحيحة حول بشاعة المجازر المرتكبة في ذلك التاريخ خاصة بضاحية قسنطينة، قبل أن يتم اكتشاف حقيقة مغايرة تماما لما تم التصريح به في ذلك الوقت بعد انتهاج حكومة فرنسا لسياسة الانفتاح على أرشيفها الاستعماري، وقد خلصت مداخلة جيل مونيرسون إلى طرح العديد من التساؤلات والاستفهامات حول الزيارة الأخيرة للسفير، بحر الأسبوع الماضي، إلى قالمة ووقوفه على أماكن التعذيب والتنكيب بأجسام الأبرياء من الجزائريين، متسائلا في نفس السياق إن كانت تلك الاعترافات موجهة للاستهلاك الآني أم هي خطوة محتشمة للتمهيد من أجل الاعتراف الرسمي ببشاعة تلك المجازر. من جهته المورخ الجزائري الأستاذ والدكتور محمد سعيدي فقد ركز على ضرورة فتح حوار مع جيل الاستقلال لبناء دولة جزائرية عصرية تقوم على القانون واحترام الحريات.