صونية شيعت أمس جنازة الفتاة التي قتلت بطريقة بشعة أمام حرم المؤسسة من طرف شاب يحمل لقب عائلتها يبلغ من العمر 18 سنة في جو حزين وموكب مهيب. ولقد احتشدت جماهير غفيرة من كل أنحاء المنطقة لتودع فتاة أبكت كل الحاضرين كبارا وصغارا. * صونية إيدير المولودة يوم 11/11/1994، الفتاة الكبرى للعائلة. تربت بين وسط عائلة غمرتها بالحب والسعادة، أحبها الجميع، وهذا ما شهد به الجميع. تلميذة في إكمالية زموري أعمر الواقعة في منطقة آيت علي دائرة درقينة، تعتبر من أنجب تلاميذ هذه المؤسسة وهذا حسب شهادة أستاذها في علم الاجتماع، ورئيس تنسيقية الأساتذة الذي لم يستطع تجفيف دموعه التي تهاطلت أثناء حديثه لنا، حيث قال لنا أن آخر حصة حضرتها قبل وفاتها هي حصته، حيث قدم في ذلك اليوم درسا عن الهلال الأحمر الجزائري، وكانت قد ساهمت وشاركت في إعطاء رأيها، وقبل خروجها من القسم، قال أنه نظرت إليه وعيناها تبرقان وكأنها أحست بشيء ما، ثم خرجت مع صديقاتها. * أما عن الشيخ ايدير ارزقي الذي كان حاضرا أثناء الجريمة، فقد كشف لنا أنه عند خروجها من المؤسسة مع صديقاتها، تبعها الجاني وأراد أن يكلمها، لكنها هربت منه، وهنا أمسكها المتهم من شعرها و أدارها محاولا ذبحها وهربت عنه ،ثم أمسكها بيدها وطعنها ثلاث طعنات بالسكين على مستوى بطنها. الشيخ الذي حاول إنقاذها رغم إعاقته تلقى ضربة بالرأس من الجاني الذي أسقطه أرضا، ثم عاد إلى الفتاة ثانية، وقام بطعنها عدة مرات حتى أشفى غليله، ثم هرب. وهنا اقترب الشيخ من الفتاة، وهي غارقة بدمائها، حيث قال الشيخ، وهو يردد ويبكي بحرارة لم تقل أي كلمة، إلا لا اله الا الله محمد رسول الله. لا أنسى شجاعتها وسأموت وأنا أحتفظ بذكراها، ثم يجهش بالبكاء مرة أخرى. * ومن هنا اقتربنا إلى والدتها التي وجدناها في حالة يرثى لها، عند دخولنا نظرت إلينا وهي تبكي بحرقة، اقتربت ومسكت يدي وهي ترتجف، ثم مسحت دموعها وأرادت أن تتكلم بشجاعة، حيث قالت لي: ماذا عساني أن أقول بعد أن فقدت فلذة كبدي التي طالما انتظرتها أن تكبر وتحقق حلمي الذي وعدتني به منذ صغرها، كانت دائما تقول لي عندما تراني أنظف سامحي لي يا أمي، عندما أكبر سأرد لك خيركم أنت ووالدي العزيز. * أما عن والد الضحية فقد اتهم السلطات التي تماطلت في توفير الأمن للمنطقة، حيث أن القرية ينعدم فيها الأمن تماما وهذا ما ركز عليه السكان الذي تجمعوا، حيث كشفوا أنهم راسلوا السلطات عدة مرات، إلا أن هذا لم يجدي نفعا. * للإشارة إن مديرية التربية لم تكلف نفسها للحضور أو أن تبعث مسؤولا من مديرية التربية، مما يدل عن الإهمال التام من طرف السلطات التي تتلاعب بمصير الأطفال والمجتمع البجاوي، حيث أنها عند قراءتها للمقال في الصحف عوضا أن تتدخل لمعالجة الوضع تقوم بجر الصحفي إلى العدالة.. إلى متى يتغير الوضع.