نص الرسالة مو قعة من طرف البارا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعد محمد بن عبد الله إمام الأمة وخاتم الأنبياء والمرسلين، أما بعد، فقد اطلعت على بيان البراءة لأخي وصديقي ورفيق دربي أبو حمزة حسان حطاب بخصوص ما آل إليه حال الجماعة السلفية للدعوة والقتال تحت إمرة درودكال من استباحة لدماء المسلمين في أماكن عمومية مكتظة بالناس بدون تفرقة بين صغير وكبير وبين امرأة ورجل عن طريق وضع القنابل بدعوة استهداف مؤسسات النظام. * * * * ثم أنني توقفت عند الآية 25 من سورة الفتح والجزء من خطبة حجة الوداع اللذين أوردهما أبوحمزة حسان حطاب في بيانه فرأيت أن أضم صوتي إلى صوته وأرفع هذا النداء بلسان صدق وأحسب أن من عرف عزيمتي في السابق يدرك أن موقف هذا ليس بالظرفي وليس وراءه أطماع دنيا فانية ولكنه نتاج قناعة بعد تفحص وتمعن عميقين في الأمر كله، فقد منّ الله علي أن أبعدني عن ساحة العمل المسلح لأراجع نفسي أولا ثم أراجع ما حققته الجماعة منذ تأسيسها وأوازن بين المصلحة والمفسدة وجعلت مرصاة ربي ميزانا، فكان يقيني أن العمل المسلح في بلادنا جلب الكثير من الويلات لشعبنا وكان من الصعب تجنب الانحرافات كما كان حال الجماعةالإسلامية المسلحة سابقا وماهي عليه اليوم الجماعة السلفية للدعوة والقتال. * وقد ندمت على ذلك وتبت إلى الله عز وجل وسألته تعالى أن يهدي من بقي من إخواني إلى ما هداني والحق أن الجماعات التي وضعت السلاح وانضمت إلى المدنية وعلى رأسهم أخي حسان حطاب الذي كان أكثرهم حلما وتبصرا مما كانت عليه جماعتنا وأنهم جعلوا مصلحة الأمة ووقف سفك الدم الجزائري وإنهاء الفتنة فوق كل اعتبار ويبدو لي أن الإخوة الذين مازالوا في الجبال وإن تأخروا في ذلك بإمكانهم استدراك الأمر لا بأس أن أذكر في هذا المقام أن المسلم العاقل لابد أن يراجع نفسه، ويتساءل إن كانت مثل هذه الأعمال من الجهاد الذي يرضى ربنا والذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه رضي الله عنهم، فالحق أن هذهالأعمال لا تمت بصلة للإسلام والمسلمين بل تدخل في خانة الفساد في الأرض، وقد حذرنا منها سابقا أنا وأخي حسان حطاب يوم أخذنا موقفا من الجماعة الإسلامية المسلحة وخرجنا عليها بالمنطقة النائية في سنة 1996 حينها نددنا بالأعمال الإجرامية للجياوأخذنا الموقف الذي رأيناه صحيحا من إمرة الجيا وبعض مجموعاتها فقاتلناهم وقطعنا دابرهم نهائيا بجميع المنطقة الثانية بسبب انحرافها عن خط الجهاد، بعد ذلك تم تأسيس الجماعة السلفية للدعوة والقتال 3 جوان 1999 بجبال الأوراس وأميرها أبو مصعب عبد المجيد ديشو الذي كلفني بإمرة المنطقة الخامسة مدة شهرين قتل، واجتمعنا في جبال باتنة وستيلي وتم تنصيب أخي حسان حطاب أميرا على الجماعة آنذاك رأينا أن الجماعة تحتاج إلى منهج تسير عليه حتى لا تنحرف كما انحرفت سابقتها الجماعة الإسلامية المسلحة فوضعنا مجموعة من البنود في ميثاق الجماعة والتزمنا به وألزمنا كل من التحق بالجماعة التقيد به، وقد كان من بنود هذا الميثاق أن الجماعة السلفية للدعوة والقتال تعتقد أن الأصل في الشعب الجزائري أنه مسلم حرام دمه وماله وأن لا تكفر أحدمن أهل القبلة بذنب مالم يستحلوه وقد اتهمنا بعض الإخوة آنذاك بالإرجاء وقعت خلافات ونقاشات ساخنة بهذا الشأن ثم استقر هذاالبند في ميثاق الجماعة وأصبح عهدا وأمانا للمدنيين والشعب وقمنا بنشره في الانترنيت. * وبعد استيلاء دوردكال على إمرة الجماعة في سنة 2004 نقض هذا الميثاق فأصبح يقتل المدنيين بدون تمييز حيث أنهم خالفوا وخرقوا ما في كل الميثاق ومابقي من الإخوة الذين أسسوا الجماعة أحياء إلا ثلاثة وهم حسان حطاب أميرها وعبد الرزاق نائبه وأبو زكريا طبيب الجماعة وأما درودكال فكان وقت تأسيسها جنديا يشتغل في ورشة للبنادق في خميس الخشنة. * إنني أدعو الإخوة في الجماعة السلفية للدعوة والقتال أن تتقوا الله عز وجل في شعبكم وبلدكم في حرماتهم ودماء المسلمين وأن تعودوا إلى رشدكم وأن تتوقفوا على ما أنتم عليه وأنصحكم أن تنظروا بجدية في أمر وضع السلاح والعودة إلى أسركم وأن تضعوا نصب أعينكم حقن دماء المسلمين واعلموا أيها الإخوة أن من كان منكم يبحث عن الحق والرجوع إليه وأن المسلم الحق هو الذي يتوقف عند حدود الله عز وجل فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ومن أمر بالمعصية من أمرائكم فلا طاعة لهم عليكم فقتل المدنيين العزل هو منهج الخوارج، وأنا استنكره وأتبرأ من هذه الأعمال لأنها لا تمت بصلة إلى الشرع فأنا منذ عزل حسان حطاب نفسه من إمرةالجماعة لم أعترف بها أبدا وبدأت الاتصال مع بعض الكتائب لحثهم على عدم الاعتراف بهذه الإمرة. * ثم أتوجه بالنصيحة إلى الشباب الذين يفكرون في الالتحاق بهم في الجبال بعدم المضي في ذلك وأن يحذروا مما ينشر في وسائل الانترنيت والأقراص المدمجة التي تفتي باستباحة دماء المسلمين بدعوة الجهاد بل هذه الأعمال ليست من الدين في شيء لا تمت للإسلام والمسلمين بصلة واحذروا ممن يفتون بما لا يفقهون ولا يرجعون إلى علماء الأمة وخاصة الذين يشوّهون سمعة العلماء فما هو الشيخ الإمام عبد القادر بن عبد العزيز مفتي الجهاد في العالم كما يسمونه جماعة القاعدة يتراجع عن فتاواه ويكشف عن الحقيقة عن جماعة القاعدة منذ تأسيسها إلى وقتنا هذا، ويندد بالأعمال الانتحارية بجميع أشكالها فمن بقي يفتي لكم بهذه الأعمال الانتحارية وقتل المدنيين في الأسواق والأماكن المكتظة بالناس العزل فهو نوع من الإقرار بالعجز عن مواجهة من يحمل السلاح والقتال ولو رجل واحد مقاتل من الكفار حتى نتبين مرتين فقال تعالى في سورة النساء »يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا" إلى قوله "كذلك كنتم من قبل فمنّ الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا«، وفي نفس الحادثة أشتد إنكار النبي صلى الله عليه وسلم على أسامة ابن زيد وهذا بعض ما ورد في الكتاب والسنة. * وأخيرا أتوجه إلى الأخوة في الخارج على رأسهم عبدالحميد أبو زيد وعبدالحق أبو خباب أن تتقوا الله وأن تتراجعوا عن اختطاف السياح الأجانب فهذا لا يخدم قضية ديننا في شيء بل يخدم أعداء ديننا وقد كنت أول من قاد هذا العمل وقد ندمت عليه لعدم صحته شرعا وأنه ليس من الجهاد في شيء. * * كتبته يوم الأحد 5 صفر عام 1430 ه * أبو حيدرة عبد الرزاق عماري الأوراسي * نائب أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال * وأمير المنطقة الخامسة سابقا