ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية أن كتلة المستقبل النيابية -أكبر الفصائل السياسية في لبنان- شكلت ميليشيا سنية في هيئة شركات أمن خاصة. * * وأضافت الصحيفة في تقرير لها من بيروت نقلاً عن ضباط وخبراء أمن لبنانيين، قولهم إن عناصر المليشيا الجديدة -وهم من أنصار الكتلة التي يتزعمها النائب سعد الحريري وتحظى بدعم الولاياتالمتحدة_ جرى تدريبهم وتسليحهم ليكونوا قادرين على التصدي لعناصر حزب الله المدججة بالسلاح في أي مواجهة عسكرية بينهما. غير أن الصحيفة استطردت قائلة إنه في ما بين عشية وضحاها انهارت هذه "التجربة العجيبة" الأسبوع الماضي، إذ سرعان ما فر مقاتلو كتلة المستقبل تاركين وراءهم أسلحتهم بعدما تعرضوا لهجمات من عناصر حزب الله في بيروت. ونقلت الصحيفة عن بعض هؤلاء المقاتلين قولهم بعد ذلك إنهم أحسوا بخيانة زعمائهم السياسيين لهم الذين أخفقوا في تزويدهم بالوسائل اللازمة لحماية أنفسهم، بينما وقفت قوات الأمن الرسمية موقف المتفرج تاركة حزب الله يقضي عليهم.. ومضت لوس أنجلوس تايمز تقول إن نواب كتلة المستقبل نفوا أن تكون حركتهم أنشأت مليشيا خاصة بها، "لكن كبار الضباط العسكريين والمحللين المستقلين وموظفي الشركة الأمنية _التي تدعى سكيور بلص_ يؤكدون أن ذلك ما حدث بالفعل". وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن الضباط اللبنانيين في الجيش وأجهزة الأمن الداخلية كانوا يراقبون بحذر نشأة القوة القتالية لتحالف المستقبل، فيما قال مسؤولون مقربون لحزب الله ومن داخله إنهم كانوا يرصدونها كذلك. ويرى مسؤولون في الحكومة اللبنانية أنه حتى أولئك الذين يتوجسون خيفة من هذا التطور يأملون أن تسفر مساعي كتلة المستقبل لتطوير قدرتها العسكرية عن إيجاد نوع من "توازن الرعب" مع المقاتلين الشيعة. وتجدر الإشارة إلى أن شركة "سكيور بلص" يديرها ضباط جيش لبنانيين متقاعدين وتقدم خدماتها الأمنية للبنوك والفنادق والمكاتب. وقد تطورت الشركة في ظرف عام واحد من شركة أمنية صغيرة إلى مؤسسة قوامها ثلاثة آلاف موظف ومنتسبين غير رسميين، معظمهم من فقراء الطائفة السنية من شمال لبنان. * *