في سرية تامة ووسط حصار كبير وتعتيم إعلامي، قضى أعضاء المنتخب الوطني الليلة التي تسبق المباراة، وكم كانت الدقائق والثواني طويلة وعصيبة على أشبال سعدان. * * وفي الفندق العسكري قضى زملاء زياني يوما غير عادي، حاولنا التلصص عليهم، بالمركب الرياضي للناحية العسكرية الأولى المتواجد بمدنية البليدة، لكن الطوق المروّض يصعب تكسيره. * ربما عاش اللاعبون أطول يوم وأطول ليلة في مشوارهم الكروي نظرا للضغط الذي فرض عليهم من طرف الجماهير والإعلام. * * سعدان للاعبين.. تحركوا ترزقوا * حاول المدرب رابح سعدان أن يخفف من وطأة الضغط الكبير من خلال إطلاق بعض الدعابات مع لاعبيه، إذ مباشرة بعد استيقاظ اللاعبين (أغلبهم على الساعة العاشرة) منحهم الحرية بعد تناول الفطور. * ويقول أحد اللاعبين اتصلت الشروق به هاتفيا "أبلغنا المدرب بأن لنا الحرية في التصرف صباحا، فإما أن نتجول في رواق الفندق، أو أن نلزم الغرف، أو أن نجري التدريبات". * ويضيف هذا اللاعب الذي رفض الكشف عن هويته، أبلغنا سعدان بأن لنا الحرية و لمن أراد أن يتدرب على انفراد، أو إجراء حصة استرخائية فله الحرية في ذلك. * وربما سعى سعدان إلى تحرير لاعبيه من الضغوطات الكبيرة، وهو ما أراح اللاعبين جيدا. * * آخر التعليمات..التزموا الغرف وركزوا في المباراة * بالمقابل ومع مرور الوقت وجهّت تعليمات للاعبين بالتزام الغرف لتفادي أي تشويش أو أي طارئ آخر، حيث حجز جناح كامل على مستوى الطابق العلوي بالفندق للاعبين. * وقال سمير زاوي "طلب منا التزام التعليمات والبقاء في الغرف والتركيز جيدا على المباراة لتفادي الضغط الجماهيري". * والتزم اللاعبون بتعليمات الطاقم الإداري والفني وربضوا بفنادقهم إلى غاية تناول الفطور بشكل جماعي. * * القيلولة والحواسيب المحمولة للاسترجاع والترفيه * ولا يحتوي الفندق العسكري على وسائل الترفيه التي تعوّد عليها لاعبو الخضر أثناء تربصهم بأومبان الفرنسية، كما لم يسمح لهم بالنزول إلى أسفل الفندق، حيث التزموا غرفهم مفضلين الاستمتاع بالأغاني والترفيه عبر الحواسيب المحمولة، ثم الخلود للقيلولة بهدف الاسترجاع قبل التنقل إلى ملعب مصطفى تشاكر. * ويبدو أن مرور الوقت ببطء، عقب تناول وجبة العشاء زاد من حدة الضغط، كما زاد الشعور بنوع خاص من حساسية المباراة. * وطلب الطاقم الفني من اللاعبين العودة إلى الغرف مباشرة بعد تناول وجبة العشاء، ومع ذلك فإن زملاء الحارس قاواوي بقوا يتسامرون وكل حديثهم هو "قهر الفراعنة". * * العسكر منعوا من الاقتراب من اللاعبين * وعكس الليلة الأولى التي قضاها اللاعبون وسط حشود من العسكر فإن اليوم الثاني شهد عزلة تامة للاعبي الخضر قصد التركيز، بينما فضّل كل لاعب وجهته الخاصة، بين الحلاقة أو قضاء مآربه. * ورفض مسؤولو الطاقم الفني منع اللاعبين من الحديث عبر الهاتف، لكن بالمقابل حذروهم من الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام، في وقت منع اللاعبون من متابعة الصحف. * بينما فضّل عدد من اللاعبين الاتصال بذويهم طالبين منهم الدعاء بالتوفيق مثلما أكده لنا عدد من اللاعبين تحدثت إليهم الشروق. * * الصحافة حرام.. وممنوع الاقتراب من الفندق * ولم يكن بمقدور الاعلاميين الاقتراب من لاعبي الخضر خلال اليومين اللذين قضوهما بمركب الناحية العسكرية الأولى، فبالإضافة إلى منع اللاعبين من تداول وسائل الإعلام، فإن الصحفيين أنفسهم منعوا من الاقتراب من معسكرهم. * وقد دافع سعدان عن قراره بعزل اللاعبين عن الجماهير، بالتذكير بما حدث في صائفة عام 2007، قبل مباراة الجزائر مع غينيا لحساب تصفيات كأس أمم إفريقيا 2008 لما أقام المنتخب الوطني بفندق"الهيلتون". * وكانت حينها غرف اللاعبين مجاورة للعديد من غرف أنصار"مميزين" للمنتخب الجزائري وأشخاص آخرين، مما أفقد التشكيلة الوطنية تركيزها على تلك المباراة التي خسرها الخضر(1-2)، وكلّفها بالتالي الإقصاء من التأهل إلى نهائيات "كان 2008".