البكالوريا مستوردة وزارة التربية بين الرضوخ للإشاعة والارتجالية في تسيير الأخطاء أكد ممثلو نقابات التربية ومجموعة من أساتذة التعليم المتوسط أن مواضيع الامتحانات الرسمية يتم تحضيرها في الجزائر وفق طريقة "القص واللصق" وإعادة نقل مواضيع امتحانات الدول العربية، فيما يخص المواد الأدبية. * * أما مواضيع امتحانات المواد العلمية فيتم استنساخها على بعض امتحانات الدول الأوربية حيث أماطت القضية التي أطلقت عليها وسائل الإعلام "فضيحة موضوع اللغة العربية في امتحان شهادة التعليم المتوسط" اللثام عن حقائق مهمة تتعلق بعملية إعداد مواضيع الامتحانات الرسمية في الجزائر وأثارت الكثير من علامات الاستفهام. * وأوضحت مجموعة من أساتذة التعليم المتوسط في تصريح "للشروق" أن "إجراء وزارة التربية الوطنية "الترقيعي" بعد أن أثارت بعض الجهات قضية وجود خطأ في موضوع اللغة العربية في امتحان شهادة التعليم المتوسط مطلع الأسبوع الماضي وأمر المصححين باحتساب الإجابتين رغم أن الموضوع لم يشتمل على خطإ، أكد لنا أن مواضيع الامتحانات في الجزائر لا يتم إعدادها من قبل خبراء ومختصين حريصين على مستقبل أبنائنا"، مشيرين إلى أن "إعداد مواضيع الامتحانات في الجزائر يتم عن طريق مزج بعض المواضيع المنتقاة من الامتحانات الرسمية لبعض الدول العربية والأوربية دون أي جهد عوض التفكير وبذل الجهد الكافي في تحضير مواضيع جزائرية مائة بالمائة تناسب أبناء المدرسة الجزائرية بدل المواضيع الجاهزة المستوردة". * وطرح الأساتذة قضية إعداد مواضيع الامتحانات في الجزائر بعد أن نبّه أستاذ التعليم الثانوي "ح.ط" إلى وجود استعارة مكنية في الجملة "الأشجار رئة العالم" التي أحدثت جدلا كبيرا في الوسط التربوي بعد أن أعلن 200 أستاذ عن عدم اشتمالها على استعارة رغم أن موضوع شهادة التعليم الأساسي في اللغة العربية طلب من الممتحنين بصريح العبارة استخراج استعارة من الجملة ما أجبّر وزارة التربية مراجعة الموضوع وأمر المصححين باحتساب أجوبة الطلبة صحيحة سواء أجابوا باستعارة مكنية أو تشبيه بليغ لتدارك الخطأ إلا أن الحقيقة لا يوجد أي خطأ في الموضوع والجملة تحتوي على استعارة مكنية على حد تعبير الأستاذ "ح.ط". * وطالب مسعود عمراوي المكلف بالإعلام على مستوى الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين بعد إثارة هذه القضية من قبل الأساتذة كل من وزير التربية الوطنية بوبكر بن بوزيد وأصحاب القرار في المنظومة التربوية بتحمّل مسؤولياتهم وعدم المساهمة في ضرب المدرسة الجزائرية وقيمة شهاداتها من خلال قراراتهم الارتجالية والاعتباطية في التحضير للامتحانات الرسمية والزج بالأستاذ الجزائري في دائرة الاستهزاء به، مؤكدا في الوقت ذاته أن نقابات التربية سبقت وأن اقترحت على وزارة التربية جملة من التوصيات لتحضير مواضيع الامتحانات الرسمية والكف عن نسخ مواضيع امتحانات الدول العربية والأوربية لأن المنظومة التربوية الجزائرية لها خصوصياتها. * وأضاف المتحدث أن اختيار الأساتذة المشرفين على تحضير مواضيع الامتحانات الرسمية لا تخضع لأي معايير، كما لا يخضع عمل اللجنة لضوابط وقواعد علمية، مشيرا لضرورة وجود لجنة ثانية تعمل بشكل مواز للجنة تحضير مواضيع الامتحانات الرسمية قصد مراقبة المواضيع قبل طرحها على الممتحنين لأن مثل هذه الأخطاء وهذه الفضائح تضرب المدرسة الجزائرية في الصميم خاصة وأن عيوب اللجنة طفت للسطح بعد قضية موضوع امتحان اللغة العربية لتلاميذ شهادة التعليم المتوسط على حد تعبيره. * وأوضح أساتذة اللغة العربية أن جملة "الأشجار رئة العالم" تحوي على استعارة مكنية تتمثل في عبارة رئة العالم، حيث أن العالم لا رئة له وشبه بالإنسان فحذف هذا المشبه به وأوتي بأحد لوازمه الدالة عليه وهي الرئة، كما أشار الأساتذة إلى أن الجدل الذي دفع بوزارة التربية الوطنية الامتثال للضجة التي أحدثها 200 أستاذ على موقع في الإنترنيت بوجود خطإ في موضوع اللغة العربية واحتساب الإجابتين سواء استخرج التلميذ تشبيها بليغا أو استعارة لاقتناع وزارة التربية الوطنية بأنها ارتكبت خطأ لطلبها من التلميذ استخراج استعارة وهي لا توجد في الجملة "الأشجار رئة العالم" ويكمن الخطأ الحقيقي في اقتناع الوزارة بوجود الخطأ المزعوم. * ويطرح هذا الجدل العديد من الأسئلة فيما يتعلق بتحضير مواضيع الإمتحانات الرسمية في الجزائر وقرارات وزارة التربية الارتجالية المتخذة على ضوء الإشاعات وعدم اعتمادها على خبراء ومختصين يضمنون السير الحسن لمثل هذه الإمتحانات الرسمية والمصيرية، وحتى وإن تمكن بن بوزيد من الفصل في الجدل الدائر في الوسط التربوي حول موضوع اللغة العربية لامتحان شهادة التعليم المتوسط، تبقى الحقائق المرعبة التي كشفها هذا الجدل والتساؤلات الكثيرة التي انجرت عنه بحاجة لتفسيرات وتوضيحات وزير التربية.. *