لايمكن الحديث عن المواجهات مابين المنتخبين الزامبي والجزائري دون تذكّر مواجهة الدور ما قبل الأخير، مابين المنتخبين للتأهل لكأس العالم 1986، حيث برز في المبارتين اسمين * * وهما المدرب رابح سعدان بتكتيكه، وخاصة الحارس نصر الدين دريد الذي قهر الزامبيين على أرضهم وأبكاهم في عرينهم عندما حرمهم من التهديف وشحن عناصرنا التي أفحمت الزامبيين في أرضهم بهدف من بن صاولة قطع الشك باليقين.."الشروق" اتصلت بالحارس الأسطورة في زمانه، نصرالدين دريد، حيث وجدناه في وهران بعيدا عن مسقط رأسه تبسة بألف كيلومتر. * * أين أنت حاليا؟ * والله أنهيت موسما من التدريب بدأته مع مولودية سعيدة وأنهيته مع نادي عين الترك، في قسم مابين الرابطات، حيث احتلينا المركز الخامس، أما بالنسبة لوجهتي القادمة فلدي اتصالات ولكنها جميعا ليست رسمية. * * وحالتك العائلية؟ * الحمد لله في صحة جيدة، فأنا من مواليد 22 جانفي1957 بمدينة تبسة التي غادرتها للعب في بلعباس ومولودية وهران في سن الشباب وأنا متزوج وأب لثلاثة أبناء. * * دريد.. نعود الآن إلى الأذهان وأنت تعرف السبب؟ * بالتأكيد فالناس يستوقفونني هذه الأيام بقوة، ويريدون مني أن أحدثهم عن ملحمة زامبيا، هي فعلا أيام لا تنسى. * * كيف ترى التنقل القادم للمنتخب الوطني إلى هذا البلد؟ * هي مباراة صعبة لأن أجواءها تختلف عن مواجهة مصر الأخيرة بسبب تغيّر الظروف من حرارة، وأرضية الميدان والجمهور.. لكنني شخصيا أراها "المباراة المنعرج"، لأن الفوز فيها سيضعنا على بعد خطوة من التأهل، أي أننا سنكون قد ضمنا العودة للمونديال بنسبة 70 بالمئة على أقل تقدير. * * أنت تؤمن إذا بإمكانية الفوز؟ * إذا لعب منتخبنا تكتيكيا وبدنيا بذات الطريقة التي سيّر بها الشوط الثاني ضد مصر فمن حق الجمهور أن يحلم بالفوز، لكن أعود وأكرّر المقابلة صعبة جدا، ولكن الخروج منها بسلام غير مستحيل. * * هل توجد مقارنة بين مواجهة 20 جوان ومقابلة 1985؟ * الظروف مختلفة تماما فالفريق الذي واجهناه كان من بين الأقوى في إفريقيا، وضم الجيل الذهبي لزامبيا التي تعرضت تشكيلتها بعد سنتين لحادث مأساوي إثر تحطم الطائرة وهلاك كل اللاعبين الكبار باستثناء كالوشا بواليا الذي كان محترفا في المكسيك وهو حاليا رئيس اتحادية زامبيا.. بقي القول أن الزامبيين لم يسبق لهم وأن تألقوا في تصفيات المونديال مثل ما فعلوا عام 1985.. لأجل ذلك أخشى أن يفكروا بعقلية الثأر لإقصائهم من مونديال المكسيك. * * بماذا تنصح الحارس ڤواوي؟ * الهدوء وتنظيم دفاعه باستمرار، مع تركيز قوي لا يتزعزع في حالة سيطرة الخصم أو تلقي أي هدف.. والمنتخب يجب أن يعلم أن المنافسة ما زالت طويلة، وفي حالة الاخفاق لا قدر الله، فإن إمكانية العودة للريادة متوّفرة.. لكني شخصيا أرى أن شهية اللاعبين تفتحت على الآخر، والذي لم يسجل في لقاء مصر سيحاول التعويض ليكون بطلا قوميا مثل زملائه الذين برزوا في اللقاء الأخير. * * ماذا تتذكر عن لقاء 1985؟ * فزنا في لقاء الذهاب بخمسة جويلية بهدفين دون مقابل، ولكن صحافتنا رشحت الزامبيين للتأهل لأنهم في تلك الاقصائيات تغلبوا على الكامرون وهو ما أصبح تحدي بالنسبة لنا. * * وكيف حضّرت أنت للمقابلة؟ * كان مدربي في ذلك الزمن المرحوم عبدالوهاب الذي تكّفل بتدريب الحراس، لكني أذكر أنني شاهدت مباراة المنافس ضد الكاميرون وقمت بتحضيرات نفسية، وأظنني لعبت أحسن مباراة في حياتي مع المنتخب الوطني. * * وماذا تذكر عن المواجهة؟ * أذكر أن أحد ملتقطي الكرة سرق قبعتي خلال المباراة، لأنني كنت أرتديها ثم أنزعها فظن أنني أمارس السحر. * * كيف كان الجمهور بعد هزيمة فريقه؟ * تعلمت من إفريقيا أن المناطق الأنجلوفونية تمتاز بالروح الرياضية أكثر من المفرنسة، فبعد فوزنا صفقوا لنا وطلبوا أقمصتنا وأخذوا صورا مع نجومنا وكنت الأكثر طلبا في تلك المواجهة.. وعلى لاعبينا التأكد أن الزامبيين في منتهى اللباقة وتشجيعاتهم لا تخرج عن الإطار الرياضي مهما كانت أهمية المواجهة. * * هل أخذتم مع الفريق طباخا خاصا؟ * أبدا.. فقد قمنا بتحضيرات خاصة في زيمبابوي، وتنقلنا قبل المواجهة بحوالي 48 ساعة وكانت الإقامة والأكل في المستوى، لأجل ذلك وجب تطمين لاعبينا. * * هل تتكّهن بنتيجة معينة للمقابلة؟ * صعب جدا.. لكن كجزائري أحلم باندلاع الأفراح بعد نهاية المقابلة لأن الفوز هذه المرة يعني وضع قدم في المونديال..آمين.