يفضّل المصريون منذ فترة، الاستمرار في ضخ المزيد من حملات الكراهية والتعبئة السلبية ضد الشعب الجزائري وتاريخه، فقط بسبب نتيجة في مقابلة كرة قدم * * شاءت الصدف ربما، والتخطيط والحكمة والإرادة الصلبة التي تمتع بها اللاعبون الجزائريون في صنع الانتصار فيها على حساب الفراعنة، فهل أجرم الجزائريون بانتصارهم؟، ولماذا كل هذا الحقد وتلك الكراهية المجانية التي تضّخها الفضائيات المصرية يوما بعد آخر؟! * بالأمس، بثت فضائية دريم برنامجا اسمه "الحقيقة"، والغريب في الأمر، أن صاحبه المعروف بفضحه لقضايا الفساد في بلده، تحوّل إلى قاضي يحاكم الجزائريين على ارتكابهم جناية النصر في ملعب البليدة، ويتمنى رؤيتهم يتبهدلون قريبا في زامبيا، كما يجلب من الضيوف أصحاب الرأي والاتجاه الواحد الذين يتفلسفون بالقول "إننا لم نتحرر بعد كجزائريين من سنوات الدم التي عشناها طيلة العشرية السابقة.." كلام فارغ ومردود عليه؟! لا بل إن ضيوف قناة دريم، ومن قبلها "مودرن سبورت" لو كانوا قد عايشوا ربع فرحة الجزائريين بعد انتصار البليدة، لكانوا أدركوا أننا لم نتحرر فقط من سنوات الدم وتراكماتها المأساوية فحسب، بل إننا أصبحنا نعانق الفرح بشدة ولا نريد تركه ولو كره "الحاقدون"؟! * الحقيقة، أن المصريين ذهبوا ضحية غرورهم، ليس في الرياضة فحسب، وإنما أيضا في السياسة، والدليل أن القضية المركزية عند العرب، وهي القضية الفلسطينية ما ضاعت وتفرقت دماؤها، إلا لأن النظام في مصر وضع يده فيها، وحاول الظهور بمظهر صاحب الرأي الأول والوحيد في حل إشكالية الفلسطينيين فيما بينهم، رغم أنه أعان الكيان الصهيوني على محرقة العصر في غزة، حين رفض فتح المعبر ونجدة الأبرياء والعزل من أبناء الدين الواحد؟! * الشعب المصري شعب مثقف، ومناصر للقضايا العربية من الطراز الأول، والقومية تجري في عروقه مجرى الدم في الجسد، صحيح، ولكننا في ظل هذه الحرب الإعلامية التي قفزت فوق كل القيم، وانتقلت من ممارسة الخطأ إلى الاعتزاز به، بات لزاما وطارئا القول..لابد من إنقاذ الشعب من إعلامه، وكتم الأصوات المضّرة بتاريخه وقيمه؟!.