في خرجة جديدة من نوعها في تاريخ اللصوصية بالجزائر، وتزامنا مع انطلاق موسم الأعراس مبكرا هذه السنة، ارتأت شبكة اللصوص البحث عن طرق غير معهودة في سجّل نشاطاتها. * فبعد ظاهرة الاعتداء المتبوع بالسرقة على الأشخاص في الأماكن المزدحمة والمكتظة بالناس كالأسواق وفي محطات الحافلات أو في الأزقة غير المأهولة بالسكان، ابتدع بعض محترفي السرقة المتبوعة بالاعتداء طريقة جديدة وبعيدة عن الشبهة وهي الترصد والتوزّع قرب قاعات الحفلات والأحياء المتواجدة فيها تحت الرقابة المباشرة والمتواصلة دون انقطاع. * فقد أضحت قاعات الحفلات مؤخرا من أهم المناطق الاستراتيجية المستهدفة من بعض هؤلاء الذين جنحوا بإجرامهم من العشوائية والصدفة إلى التخطيط والاستهداف المقصود، سواء مباشرة بالتهجم أو بمخططات شيطانية، شريكهم فيها سائق »الكلونديستان« لا تختلف سيناريوهاتها عن أفلام الأكشن. * * عجوز كادت أن تُقطع يدها بسبب المصوغات * * حدثت في الأيام القليلة الماضية في ضواحي العاصمة في إحدى قاعات الحفلات عملية اعتداء على الحاجة "ش"، التي تجاوزت السن 65، وبالرغم من هذا العمر روت لنا أن هذه الحادثة تعدّ الأولى من نوعها في مشوار حياتها، وأضافت في لحديثها عن الأمسية المرعبة التي عاشتها في مساء يوم من الأيام حين ذهبت لحضور زفاف أحد الأقارب بالعاصمة، وللأسف تقول إنها في طريق العودة إلى البيت لم تأخذ أنيسا معها وعند خروجها من قاعة الحفلات قطع طريقها إثنان من الشباب، فظنت في الوهلة الأولى أنهم يريدان مساعدتها على اجتياز الطريق وكانت الفاجعة التي كادت أن تدخلها المستشفى هي تشبث أحدهما بذراعها الأيمن وهددها بالسكين إن لم تنزع كل ما تحمله من صياغة، ومن شدة خوفها سارعت بنزع كل ما كان بحوزتها، وبمجّرد ما أخذوا الصياغة فروا بسرعة البرق ولم تلحظ حتى الاتجاه الذي ذهبوا فيه. * * "شهرة" تنجو من الموت بقدرة قادر! * * "شهرة"، هي ضحية أخرى، شابة في مقتبل العمر لم تكن ترتدي الحجاب السنة الماضية، حدث لها أمر مماثل للحاجة "ش" أين كانت في أحد أيام الصيف الحار متوجهة لعرس صديقها في الدراسة بأحد أحياء براقي لوحدها وكانت ترتدي خواتم وأساور، البعض منها تقول إنها هدية نجاحها في شهادة البكالوريا، وقالت إن السبب الذي أدى لحدوث الاعتداء هو الطريق المعزول الذي سلكته لتختصر مسافة الوصول إلى قاعة الحفلات، فاجأها ثلاثة من الشباب وأمروها بالتوقف بإحدى زوايا الطريق وأخرجوا لها سكينا وأشاروا لها بنزع المصوغات التي ترتديها... بكت ليتركوها وتذهب دون نزعها، فهددوها بغرز السكين الذي كان موضوعا بالقرب من عنقها، حيث قالت إنهم أحدثوا لها خدشا مبالغا على مستوى الرقبة لهذا امتثلت لأمرهم ونزعت كل ما كانت تحمله من ذهب وحتى الهدية التي كانت بحوزتها ومبلغ 5000دج كان بحقيبتها، أصيبت بهستيريا ودهشة ووقعت أرضا دون حراك لولا الخوف الذي ساعدها على الهرب بسرعة فائقة صوب الطريق العمومي لتسترجع أنفاسها، وأكدت لنا أنه لم يسلم من السرقة سوى الأقراط التي كانت تضعها ولولا خصلات الشعر التي كانت تغطيها لما تركها اللصوص لها. * * سائقو سيارات "الكلونديستان" يسألون عن الوجهة ثم يقع التخطيط * * السيدة "ح"، هي واحدة من اللواتي رحن ضحية المخططات الجديدة بالقرب من إحدى قاعات الحفلات بباب الوادي، تقول "كنت رفقة حماتي ولأنني عروس جديدة فقد جلبت معي مصوغاتي وأغراضي لأتزيّن بها في حفل إحدى قريبات زوجي. والحمد لله احتفظت بالمصوغات في حقيبتي الصغيرة، في حين أصرّ صاحب سيارة "الكلونديستان"، كونه أحد السكان على أن أضع الحقيبة الكبيرة في مؤخرة السيارة ففعلت". * وتضيف بمرارة "عند وصولنا إلى المكان نزل زوجي وتبعناه على أساس أن السائق سينزل أيضا لفتح باب المؤخرة، إلا أن ذلك لم يحدث بل غادر بكل سرعة. لحق زوجي به على متن سيارة أخرى وحمدنا الله، لأنه كان يوم خميس ولم تكن الطريق مزدحمة كعادتها في باقي أيام الأسبوع وعندما توقف في أحد الأحياء بالقرب من ملعب 5 جويلية، نزل مستغربا لماذا يلاحقه زوجي وعندما واجهه بأنه هرب عنوة بالحقيبة بهدف سرقتها ارتبك وأنكر وبدا يحلف ويستجدي العفو وعدم تبليغ الشرطة لأنه رب عائلة فقيرة. * * * غيّر السائق الوجهة وقطع طريقنا شابان * * هما صديقتان وأم إحداهما، كن متوجهات إلى عرس بإحدى قاعات الحفلات المتواجدة غرب العاصمة تخلفن عن موعد العرس بسبب الازدحام فركبن سيارة أجرة وترجّينه أن يسرع وبعفوية قلن له "عندنا عرس وداهمنا الوقت". * تقول وداد: "أجرى مكالمة هاتفية من جواله وفي السياق أخبر محدثه ألا ينتظره لأنه في طريقه إلى قاعة الحفلات لأخذ عائلة إلى العرس"، بعد لحظات غيّر الطريق واستدرك يقول "هكذا ستصلن في الوقت المناسب". بعد بضع دقائق وأثناء مرورنا عبر أأحد المسالك الضيقة قطع الطريق شابان ادعى أحدهما الاصطدام وبمجرد النزول أخرجا السلاح الأبيض وتهجما علينا وأخذا المصوغات والمال ولم يتدخل سائق السيارة، بعد الصدمة تفطنا إلى أنه كان شريكا ولكن لم نحفظ حتى رقم السيارة. * وتفسيرا منّا على حصيلة هذا النوع من الاعتداءات ذكر لنا مصدر موثوق، أن الأمن قد سجلّ في الآونة الأخيرة ارتفاعا مخيفا فيما يخصّ جرائم الاعتداء المتبوع بالسرقة. أما سرقة المجوهرات بالقرب من قاعات الحفلات أو ما شابه ذلك فلم يصلهم أي تبيلغ من طرف متعدى عليهم من هذا النوع.