صنفت آخر التقارير الجزائر في مؤخرة البلدان العربية وكذا دول العالم من حيث حجم مشاركة المرأة في الحياة السياسية، فقد جاءت في المرتبة الثامنة بعد مجموعة من البلدان من بينها السودان وموريطانيا. * * وفي المرتبة 113 عالميا، لكون المرأة ممثلة بنسبة 6.6 ٪ فقط في المجالس المنتخبة، في حين أن مراكز القرار التي بلغتها كانت بفضل تعيينات من قبل رئيس الجمهورية. * رسم المشاركون في تنشيط يوم دراسي حول التمثيل السياسي للمرأة الذي نظمته أمس وزارة العلاقات مع البرلمان، صورة قاتمة عن تواجد المرأة الجزائرية في مراكز القرار وكذا مناصب المسؤولية وفي مختلف المجالس المنتخبة، وكان العرض الذي قدمته مايا ساحلي خبيرة دولية وأستاذة بجامعة الجزائر، كافيا لتأكيد الحضور المحتشم للمرأة، بسبب سيطرة الرجال على المناصب الحساسة وكذا دوائر القرار. * وتشير المعطيات التي قدمتها المتدخلة ذاتها إلى نقص تمثيل المرأة في الحكومة، ذلك أن بضع الحقائب الوزارية التي تتولاها نساء، تم الوصول إليها بفضل تعيينات من رئيس الجمهورية، في ظل سيطرة الرجال على المناصب المتعلقة برؤساء الدوائر والولاة وكذا المناصب الدبلوماسية، بسبب وجود سفيرتين فقط للجزائر في الخارج، أما على مستوى القنصليات فيكاد تواجد المرأة بصفتها مسؤولة منعدما تماما، ويقتصر حضورها على المناصب غير الهامة. * ولا يكاد الأمر يختلف كثيرا في الهيئة التشريعية، سواء في المجلس الشعبي الوطني أو في مجلس الأمة، في وقت يفترض على الأحزاب السياسية أن تساهم في تحسين تموقع المرأة في المجال السياسي، واستدلت الأستاذة ساحلي بالمجالس البلدية، فمن ضمن 1541 بلدية لا تحتكم المرأة سوى على بلديتين فقط، ولا يبدو الوضع أحسن بكثير في مجال القضاء، قائلة بأن منصب رئيس مجلس الدولة الذي تتولاه امرأة جاء عقب تعيين من طرف القاضي الأول للبلاد، في حين يبقى قطاع التربية الفضاء الوحيد الذي استطاع العنصر النسوي أن يتواجد فيه بقوة، ويعود ذلك إلى فترة ما بعد الاستقلال. * وخلصت المتدخلة إلى حصيلة جد سلبية مفادها أن تواجد المرأة في الحياة السياسية بالجزائر غير كاف، رغم تنامي الوعي بخصوص دور المرأة وقدرتها على تولي المسؤوليات عبر كافة أرجاء المعمورة، ويعود ذلك لأسباب متعددة، لا ترتبط فقط بمدى ميل الرجال لتولي السلطة، من ضمنها أن المساواة بين المرأة والرجل ليست فعلية بل هي مجرد مساواة قانونية لا غير، طالما أن آليات تجسيدها ما تزال ضعيفة. * وأشادت صاحبة المحاضرة بما حققته بعض الأحزاب السياسية في سبيل ترقية موقع المرأة، من بينها حزب العمال، ملقية باللوم على المرأة نفسها التي أظهرت عزوفا صريحا عن إقحام نفسها في المجال السياسي، وهو ما أكد سبرا للآراء أشرفت عليه الدكتورة ساحلي وشمل 100 امرأة، 8 فقط أظهرن رغبتهن في اقتحام المجال السياسي. * في حين عرض سعيد مقدم منسق اليوم الدراسي آخر الإحصاءات عن تمثيل المرأة في المجال السياسي، التي صنفت الجزائر في المرتبة 113 عالميا، و 8 عربيا بعد العراق وسوريا وتونس والإمارات العربية وموريطانيا والسودان وسوريا، ورد ذلك إلى عدم احترام إجراءات ترقية المرأة. * وتظل المرأة متواجدة باحتشام في البرلمان ذات الغرفة الواحدة أو الغرفتين، وهي لا تتجاوز نسبة 17 في المائة عالميا، و6.9 في المائة عربيا.