أكد الديوان الوطني للحج والعمرة أمس أن الجزائر غير ملزمة بمنع الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاما من أداء مناسك الحج، وأوضح أن القرار النهائي بخصوص هذا الموضوع يعود الى المؤتمر الإسلامي، وكذا موقف السلطات بالمملكة العربية السعودية. وذكر الديوان على لسان مديره السيد الشيخ بربرة أن الجزائر لن تراجع حصتها من المواطنين الذي سيؤدون مناسك الحج لهذه السنة، كون ما خلص إليه اجتماع وزراء الصحة العرب مؤخرا لا تعد قرارات ملزمة بل هي توصيات سيتم النظر فيما إذا سيتم اعتمادها أم لا من طرف المؤتمر الإسلامي. وقال السيد بربرة أن اجتماع وزراء الصحة العرب الأخير انعقد تحت وصاية المكتب الإقليمي للشرق الأوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية وبدعوة من وزير الصحة اليمني الذي ترأس الاجتماع وأنه خرج بتوصيات وليس بقرارات بمعنى أنها تبقى غير ملزمة بالنسبة للجزائر التي لا تعد عضوا في هذا المكتب، كما أن هذا المكتب ليس تابعا للجامعة العربية. وبالنسبة لمدير ديوان الحج والعمرة فإن الاجتماع خرج بتوصيات سبق للجزائر أن شرعت في اتخاذ خطوات وقائية بشأنها مثل تقديم نصائح بعدم التوجه إلى العمرة بالنسبة للمصابين بالأمراض المزمنة كالقصور الكلوي وأمراض القلب والحوامل. وكان اجتماع وزراء الصحة العرب المنعقد في 23 من الشهر الماضي أوصى بضرورة استثناء كبار السن الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاما والأطفال والحوامل والمصابين بأمراض مزمنة من أداء مناسك العمرة والحج هذا العام للحد من مخاطر انتشار فيروس "اش1ان 1" المعروف باسم أنفلونزا الخنازير. وأثارت تلك التوصيات جدلا واسعا في الدول العربية بين مؤيد ومعارض لها لكن دون أن يتم الإعلان عن أي قرار نهائي في هذا الشأن. وحسب السيد بربرة فإن إقدام الجزائر على استثناء كبار السن من الحج لا يخضع للتوصيات الصادرة عن ذلك الاجتماع بل سيخضع للقرارات التي يتخذها المؤتمر الإسلامي باعتبارها الجهة المخولة لاتخاذ أي قرار في هذا السياق، إضافة الى الموقف الذي ستعلن عنه السلطات بالمملكة العربية السعودية. وانتقد مدير ديوان الحج بشدة توصية وزراء الصحة العرب، وقال في تصريح للإذاعة الوطنية القناة الأولى "بالنسبة للتوصية التي تدعو الى إعفاء المسنين البالغين أكثر من 65 عاما من الحج هذه السنة أقول أن ذلك يعد إجحافا في حق الحجاج"، وأضاف ان الجزائر تبقى متمسكة بحصتها من الحجاج والمقدرة ب 36 ألف حاج، وشدد على أن القرار الذي تتخذه السلطات الجزائرية سيكون خاضعا فقط للقرارات الصادرة عن الجهات المخولة لذلك. ونبه السيد بربرة الى ضرورة عدم الانسياق وراء حالة التخويف والتهويل حول خطورة انتشار أنفلونزا الخنازير خلال أداء مناسك الحج، ودعا الى التزام الهدوء بعيدا عن حالة الارتباك والخوف المبالغ فيه، موضحا أن أي قرار تتخذه الجزائر سيراعي بالدرجة الأولى "ضمان صحة المواطن كون ذلك يعد من أولويات السلطات العمومية". وكان وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بو عبد الله غلام الله دعا في اجتماع تحسيسي نظم بداية الشهر الماضي لفائدة أئمة المساجد والمرشدات الدينيات الى عدم التهويل بخطورة هذا الفيروس بالنسبة للحجاج، موضحا ان السبيل الوحيد لمواجهة الداء هو اتخاذ سلسلة من التدابير الوقائية، ونفى أن يكون أداء مناسك الحج هو الذي سيساهم في انتشار هذا المرض منتقدا الداعين الى إلغاء موسم الحج لهذا العام. وأوضح ان الحجاج والمعتمرين سيزورون بيت الرحمان في "ظروف عادية" كباقي السنوات الماضية. وحول استعداد الجزائر لمرافقة الحجاج والمعتمرين خلال أداء مناسكهم أكد السيد الشيخ بربرة أن الجزائر اتخذت جميع الإجراءات الضرورية لمواجهة فيروس أنفلونزا الخنازير، وسطرت برنامجا واسعا يتضمن إجراءات وقائية على أكثر من مستوى. وسبق لوزير الشؤون الدينية أن أعلن عن إرسال لأول مرة فرق طبية مع المعتمرين للتكفل بصحتهم ومساعدتهم في مواجهة إمكانية إصابتهم بانفلوانزا الخنازير. وقررت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مضاعفة عدد الأطباء ضمن البعثة الطبية للحج خلال الموسم المقبل، وسيتم تزويد البعثة بمختلف الوسائل والأجهزة الطبية وكذا بأدوية مضادة لهذا المرض، كما يستفيد الحجاج من التلقيح ضد الزكام العادي بغرض تقوية مناعتهم الصحية. ويذكر أن الجزائر سجلت الى غاية الآن 16 حالة إصابة بأنفلونزا الخنازير، وأعلنت عن سلسلة إجراءات لمنع انتشارها، وكان آخرها الشروع في تنصيب كاميرات حرارية على مستوى الموانئ والمطارات. ووفرت الحكومة أيضا كل الموارد المالية والتنظيمية، وكذا وسائل العلاج والوقاية للتصدي لأي طارئ، شملت بالأساس 500 مليون قناع للوقاية وذلك لتغطية كل مناطق الوطن. وشرع مجمع صيدال منذ أول أمس في توزيع 50 ألف علبة دواء سايفلو المضاد لأنفلونزا الخنازير على المستشفيات والصيدليات، وينتظر أن تنتج 50 الف علبة أخرى بحلول شهر سبتمبر القادم.