تمكنت سلطات مطار الجزائر الدولي أمس من إحباط عدة محاولات لتهريب مبالغ كبيرة من العملة الصعبة من وإلى الجزائر من طرف موظفين تابعين لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، بالإضافة إلى إلقاء القبض على موظف آخر وعون جمركي في حالة تلبس بسرقة أمتعة بعض المسافرين. * * وهذا أيام قليلة من رفض عمال الشركة لتنصيب جهاز سكانير على بعد حوالي 30 مترا من جهاز السكانير الرسمي عند مدخل المطار، معتبرين العملية بمثابة إهانة للطيارين والمضيفين. * وكشف مصدر مسؤول بالمطار في تصريحات ل"الشروق"، أن عمليات المراقبة المدققة من طرف الأجهزة المختصة سمحت باكتشاف مضيف طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية كانت قادمة من دبي عبر تونس وبحوزته مبلغ ضخم من العملة الصعبة يقدر ب480 ألف أورو وهو ما يعادل 4.9 مليار سنتيم، كان يحاول إدخالها بطريقة غير شرعية إلى التراب الوطني، مضيفا لأن نفس إجراءات المراقبة الدقيقة سمحت نهار أمس بإلقاء القبض على مضيف آخر تابع لنفس الشركة كان بصدد محاولة تهريب مبلغ 38 الف أورو ما يعادل حوالي 400 مليون سنتيم، إلى الخارج بطريقة تخالف إجراءات وقواعد الصرف لبنك الجزائر، على متن إحدى رحلات الشركة. * وكانت إدارة الشركة قد توصلت إلى اتفاق مع ممثلي العمال إلى نزع الجهاز الذي كان سببا في الخلاف المزعوم بين الطرفين، ولكن أجهزة الأمن على مستوى المطار شددت من عملياتها الرقابية على مستوى جميع الفضاءات والمصالح الموجودة في المطار، باستعمال تقنيات جديدة ومنها كاميرات المراقبة المتطورة عالية الوضوح، وهو ما سمح لسلطات الأمن باكتشاف عملية لمحاولة سرقة أمتعة للمسافرين كان يقوم بها موظف في الشركة وأحد الأعوان الجمركيين، مستغلا الثغرة القانونية التي تسمح له بتفتيش أمتعة المسافرين. * ورفض الطيارون جملة وتفصيلا إقدام إدارة الشركة لتنصيب جهاز السكانير مهما كانت الحجج التي تقدمت بها الإدارة التي سجلت تكرار تسجيل حوادث مختلفة تتعارض مع القوانين والتشريعات التي تحكم قواعد الطيران المدني، وخاصة إدخال أو إخراج مبالغ من العملة الصعبة أو بعض التجهيزات أو الأمتعة بالكميات الزائدة عن الاستخدام الشخصي، من قبيل المعادن النفيسة والذهب أو التجهيزات الإلكترونية من أجهزة نقالة التي يسهل تهريبها لخفة وزنها وغلاء سعرها. * وحاولت "الشروق" الاتصال بممثل عن الشركة أو النقابة، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل.