قصر الحكومة عقب التفجير ملف كان يبدو ضخما، تضمّن تصريحات خطيرة من نقل للصواعق المتفجرة، وحديث يدور عن تفجيرات قصر الحكومة، وتحويل للجماعات الإرهابية وتنقل للإرهابيين بين تيزي وزو والعاصمة ومغنية.. * * لكن جلسة محاكمة من تُنسب إليه هذه التصريحات انتهت في ظرف وجيز ولسبب بسيط أن الشاب تمسّك بالإنكار فلم يعرف ولم يقابل ولم ينخرط في أي جماعة إرهابية، بل تحوّل إلى شخص مسالم، لا يحبّ إيذاء الغير حسب تصريحاته في الجلسة ولغياب أيّ دليل مادي يدينه، اقتنعت هيئة المحكمة ببراءته ونطقت بها بعد المداولات، بعدما كان النائب العام التمس في حقه 20 سنة سجنا نافذا. * * * بعد اختيار المحلفين اللذين سيُشاركان في الجلسة، وقراءة قرار الإحالة المطوّل، نادى قاضي الجلسة على المتهم الشاب (ڤ. رشيد) المكنّى خالد، حيث طلب منه التعريف بنفسه. * - أنا من مواليد 28 / 02 / 1980 بمدينة مغنية، كنت أملك طاولة لبيع الخضر بسوق المدينة، غير متزوج ولديّ مستوى الثالثة ثانوي. * * - - ماذا تقول لنا عن قضيتك؟ * - أنا بريء من هذه التهم، ولم أغادر مدينة مغنية في حياتي، ولم أطأ أرض العاصمة أبدا. * * - - القاضي: ومن كان يتجوّل في أدغال وجبال بومرداس وتيزي وزو إذن؟ ومن كان يلتقي بالمكنيين "علقمة" و"أبو عمار". * - لا أعرف أحدا وأنا متكفل بعائلة كاملة ولم أصرّح بشيء عند مصالح الأمن، بل هم من طلبوا مني المساعدة في الإدلاء بمعلومات لا صلة لي بها. * * - - القاضي: يبدو أنك حفظت حرف الميم!! فمن يصدّق بأنك لم تأت إلى العاصمة، فقد حضرت وجلبت مع "المشاكل"! * - الجميع يعرف عني حسن الأخلاق وعدم التورط في المشاكل. * * - - ليواجهه القاضي بتصريحاته السابقة لدى مصالح الأمن من التقائه بإرهابيين ينشطون بجبال تيزي وزو وبومرداس، وأنه كان عنصر دعم وإسناد لهم وأنه استلم مبلغا من المال لشراء صواعق "متفجرات" يأخذها إلى جبال تيزي وزو، بعدها انتقل إلى مهمة تجنيد الشباب للعمل الإرهابي. كما أنه التقى بأحد المجنّدين والذي كان سيُنفذ تفجيرات 11 أفريل 2007 بقصر الحكومة، وأنه خبأ الصواعق لغاية اشتباه مصالح الأمن فيه وإلقاء القبض عليه. * - أنا لا أعرف ماهي "الصواعق" ضاحكا ولم أدل بجميع هذه التصريحات لدى مصالح الأمن، ولقد تعرّضت للضرب الشديد، لدرجة أنني أصبحت أخاف من صوت مفاتيح الزنزانات!! وأنكر إحضار المتفجرات. * * - - ليداعبه القاضي ضاحكا: يبدو أن مصالح الأمن تغار منك، ولهذا السبب اختارتك من بين آلاف الأشخاص لتتهمك أو أن الصنّارة اصطادتك خطأ!! * - الشاب (ق. رشيد) تمسّك بالإنكار الشديد لجميع ما ورد في محاضر الضبطية القضائية، وأصرّ على براءته المطلقة، في حين أن النائب العام وفي مرافعته ركز على تسلسل تصريحات المتهم السابقة لدى مصالح الأمن ومنطقيتها وهو دليل حسبه على انضمامه لجماعة إرهابية مع علمه بنشاطاتها التخريبية لضرب المجتمع في أعماقه، بدليل نقله للمتفجرات وتسهيل تنقل الإرهابيين، ملتمسا له عقوبة 20 سنة سجنا نافذا. * أما الدفاع، فقد ركزت الأستاذة في مرافعتها على غياب أي شاهد أو ضحية في محاكمة اليوم، وعدم وجود أي دليل مادي لإدانته، متسائلة عن استغراب القاضي في تصريح المتهم بأنه لم يغادر مدينة مغنية في حياته. مضيفة بأنه أمر عادي ولا يدعو للغرابة. وأن تصريحاته السابقة كانت تحت الضغط، بدليل إنكاره عند قاضي التحقيق، قائلة: أطالب ببراءته الكاملة وبكل ارتياح وهو ما كان لها، حيث برّأته هيئة المحكمة بعد عودتها من المداولات.