صورة للمصنع الذي ينفث سمومه على المواطنين في الغزوات المتضررون يطالبون بالعلاج المجاني ويقررون مقاضاة المتسببين يعاني ما يربو عن 45 ألف شخص من كارثة إيكولوجية بدائرة الغزوات، جراء استنشاقهم غازات كيماوية ، منبعثة من مصنع الزنك والتي تزداد تفاقما في فصل الصيف الذي يرافقه ارتفاع في نسبة الرطوبة. * * أدت هذه الغازات إلى إصابة الآلاف بحالات الربو والتي يفوق عددها 10 آلاف نسمة، مع زيادة عدد المصابين بأمراض العيون والحساسية وهشاشة العظام، مقابل محدودية الخدمات بمستشفى الدائرة وندرة المختصين في مجال معالجة مثل هذه الأمراض، هذه الأخيرة، التي وصلت في بعض الأحيان، حسب سكان المنطقة الذين التقينا بهم يوم أمس إلى درجة إصابة بعضهم بالعقم حسب ما أكده لهم الأخصائيون. * للإشارة، فإنه منذ تدشين المصنع سنة 1975، حيث كان تابعا للمؤسسة الوطنية للصلب، ومشكلة التلوث تعكر صفو حياة الغزواتيين، وفي سنة 1998 حوّلت الشركة لإنتاج الزنك بنسبة 99.97 بالمائة، برأس مال يقدر ب 855 مليون دج (85 مليار سنتيم) ، علما أنه ينتج سنويا 40 ألف طن من النحاس والحمض السولفيري، فضلا عن بعض المواد الصيدلانية، ما يفسر أكثر نسبة الغازات المتنوعة المنبعثة من المئذنة الخاصة بعملية تلطيف الهواء، تحصلت على جائزة "ISO 14001" العالمية، المتعلقة بحسن توجيه التصنيع نحو محافظة أكثر على المحيط والبيئة والتي حققتها في جويلية 2006، واليوم تراجعت فعالية المئذنة وصارت لا تحتمل نسبة الغازات، ما أدى لانبعاث الغازات السامة بنسبة كبيرة جدا. وسبق للرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان أن عقدت لقاء مع المتضررين بداية شهر جوان بفندق زيري وبحضور فرع الدائرة، وحسب مصادر مؤكدة تجري التحضيرات على قدم وساق للجوء الضحايا للعدالة وتقديم شكوى ضد المؤسسة في غضون الأسابيع المقبلة، للحد من الانتهاكات الصارخة التي طالت سكان أقصى ميناء بالغرب الجزائري، كما أنهم يعتزمون المطالبة بالتعويض عما لحق بهم وتوفير أخصائيين لعلاج المرضى مجانا.