تلمسان بتنوعها البيئي وغطائها النباتي الوافر، حيث يشكل هذا الغطاء ما نسبته 24 بالمائة من المساحة الإجمالية للولاية وهو ما يكاد يكون متوافقا مع النسبة العالمية للغطاء النباتي المشكل لسطح الأرض والتي تتمثل في 25 بالمائة، وهو ما يضع تلمسان في توازن إيكولوجي مقبول، حيث يوجد بتلمسان 217 ألف هكتار من الغابات تنتشر عبر مختلف أقاليم ودوائر الولاية على غرار دائرة تلمسان والغزوات وأولاد ميمون وكذا بني سنوسوالرمشي. ويشكل شجر الصنوبر الحلبي أكبر غابة ب 86 ألف هكتار، أما شجر البلوط فيشكل 82 ألف هكتار فيما تشكل أشجار الفلين 40 ألف هكتار من المساحة الغابية الإجمالية، كما يوجد بتلمسان 08 قمم جبلية وبها 06 سدود مائية على غرار سد بوغرارة الذي تبلغ سعته حوالي 177 ألف متر مكعب وهو ما يعطي الاستمرارية ل 09 أنهار مائية على غرار نهر تافنة وياسر وزيتون، لكن هذه الثروة النباتية مهددة بالخطر بسبب عدة عوامل ومؤثرات لعل من أهمها هي تلك الغازات والسموم المنبعثة من المنشآت الصناعية إضافة إلى المفرغات العمومية التي لا تراعي المقاييس المعمول بها دوليا. وكان قد أشار رئيس بلدية السواني فيما سبق إلى مدى خطورة مشروع مصنع الأسمدة الفوسفاتية بمنطقة النشاطات لباب العسة، والذي من شأنه إطلاق مواد سامة لاحتوائها على الأمونياك والفوسفات والكبريت، وهو ما يؤثر على السلامة العامة للسكان القاطنين بالمداشر المجاورة، حيث أنه من الواجب علميا أن تبلغ المسافة بين مصنع كهذا وبين التجمعات السكنية 12 كلم، بينما هذا المصنع لا يبعد عن القرية إلا ب 500 متر. من جهة ثانية، تشكل المفرغات العمومية أزمة أخرى تهدد صحة المواطنين وتلوث محيطهم البيئي، على غرار مفرغة الرمشي الواقعة بالمنطقة الصناعية للمدينة والتي تقدم بخصوصها المواطنون بعدة شكاوى إلى السلطات الولائية ومديرية البيئة قصد تحويلها إلى وجهة أخرى، وذلك بسبب الروائح المنبعثة منها والتي ساهمت في انتشار أمراض مزمنة على غرار الربووالسرطان، حيث أشارت تقارير طبية إلى أن مرضى القصور التنفسي بالرمشي في ازدياد مستمر بلغ عددهم مع نهاية شهر ماي أكثر من 475 مريض والعدد مرشح للتفاقم في حال لم تتخذ التدابير اللازمة لتدارك المشكلة، وذلك ما شرعت في العمل عليه مختلف السلطات المحلية بالرمشي، حيث تعمل مصالح النظافة بالبلدية على نقل 15 طنا يوميا من النفايات في الوقت الذي تبقى 14 طنا أخرى تصب في نفس المكان، وترجع الأسباب في ذلك إلى قلة وسائل النقل المستعملة لهذا الغرض. وكحل استعجالي خصصت البلدية من ميزانيتها مبلغ مليار سنتيم لشراء شاحنتين سعة كل واحدة منها 8 متر مكعب ،وهو الأمر الذي سيساهم في القضاء على المشكل تدريجيا وبشكل نهائي مع انقضاء السنة الجارية. من جهة أخرى، تشكل الحرائق تهديدا آخر للتنوع البيئي بالولاية، حيث تسببت في الموسم الماضي في إتلاف ما يربو عن 140 ألف هكتار من الغابات إضافة إلى 3.5 هكتار من الأشجار المثمرة، إضافة إلى أكثر من 68 هكتار من الأدغال والأعشاب اليابسة، أما هذه السنة فقد أتلف أزيد من 06 هكتارات من الأراضي وهو ما يهدد بتراجع الثروة النباتية الغابية في تلمسان بعد أن كانت سببا في استقطاب السياح الأجانب والسكان المحليين.