رفعت عدة جمعيات أحياء بالمخرج الغربي لمدينة جيجل، الراية الحمراء، بعد أن تلقت العشرات من شكاوى المواطنين في السنوات العشر الأخيرة مصيرها في أرشيف مختلف الجهات الإدارية دون أن يسمع أحد صيحاتها بخصوص الآثار الصحية الوخيمة التي تركتها النفايات الكيماوية لمصنع الجلود الذي يتوسط أحياء الحدادة وبورمل والبرقوقة والأربعين هكتار. وحسب مصادر محلية، فإن عدد المصابين بالحساسية والأمراض الجلدية صار لا يحصى بهذه الأحياء التي يفوق عدد سكانها ال 50 ألف نسمة، خاصة لدى فئة الأطفال الصغار، وفضلا عن هذه السموم فإن الرائحة الكريهة المنبعثة من مداخن المصنع، فرضت على السكان نمطا جديدا من الحياة، إذ يجبرون على غلق النوافذ طيلة ساعات اليوم في حين لجأ المئات منهم إلى استعمال المناديل المعطرة عند الخروج من المنزل أو أثناء فترات العمل بالنسبة للمؤسسات التربوية الواقعة بالقرب من المصنع. في الوقت الذي يتباهى فيه المسؤولون في كل مرة بأن المصنع مجهز بأحدث مصفاة، وهوالرد الذي يفرض التساؤل -كما قال السكان- إذا كان الأمر كذلك فما سر عشرات الحالات لأمراض الجهاز التنفسي ومئات الحالات للأمراض الجلدية؟.