وسط مدينة تيزي وزو أقدم صباح أمس الشاب المدعو "عتاك مقران" البالغ من العمر 33 سنة على تنفيذ محاولة انتحار استعراضية من أعلى مبنى "المونديال" بقلب مدينة تيزي وزو، مهددا بحرق نفسه بالبنزين ورمي نفسه من أعلى المبنى في حال عدم استجابة المصالح والهيآت الإدارية لطلبه المتمثل في تسجيل ابنه في سجلات الحالة المدنية. * * وحسب ما تحصلت عليه "الشروق اليومي" من خلال معاينتها الميدانية لعين المكان فإن هذا الشاب السالف الذكر هو رب عائلة من دون عمل وأب لطفل يدعى "عبد الحق" ولد سنة 2004 أثناء غياب الأب عن المنزل، وحسب الشهادة التي تحصلنا عليها من أخ وزوجة هذا الشاب فإن السلطات المحلية لمدينة تيزي وزو رفضت قبول أمر تسجيل هذا الطفل في سجلات الحالة المدنية من دون أي سبب على الرغم من المحاولات العديدة التي بادرت بها العائلة لدى المصالح السالفة الذكر، وفي سنة 2006 وبعد عودة الأب للمنزل حاول هذا الأخير مجددا الاتصال بالمصالح المحلية لتسجيل ابنه، لكنها بادرته بنفس الرفض مما دفعه أنذاك إلى تنفيذ محاولة انتحار برمي نفسه وابنه من أعلى مبنى بقلب مدينة تيزي وزو، وقد تدخل وكيل الجمهورية أنذاك لحل المشكل وإقناعه بالعدول عن فكرة الانتحار مقابل وعود بتسجيل ابنه في السجلات ومنحه حقوقه الدستورية، الزوجة أكدت لنا أن الوضعية بقيت على حالها إلى غاية وصول ابنها لسن الدراسة ووجوب تسجيله في المدرسة، حيث رفضت المدارس الابتدائية قبوله في قوائمها وهذا لعدم حوزته على شهادة ميلاد، وبناء على هذا لم يجد الأب من وسيلة لفرض نفسه سوى إقدامه على هذا العمل الخطير والذي كاد أن يتحول إلى ما لا تحمد عقباه، بحيث وبعد أن تدخلت مصالح الأمن في القضية ومحاولتها الصعود إلى المبنى الذي يتواجد به الأب قام هذا الأخير برش نفسه بالبنزين وإشعال فتيل وهدد بحرق نفسه في حال تقرب مصالح الأمن منه، هذا في نفس الأثناء تدخل شباب الحي ودخلوا في مناوشات حادة ومواجهة مع مصالح القوة العمومية والتي بدورها قررت الانسحاب خشية من تطور الأوضاع إلى الأسوأ.