تتصاعد هذه الأيام وتيرة الاعتداءات الصهيونية على القدس الشريف والمسجد الأقصى بعملية استيطانية منهجية تستهدف تغيير معالم القدس وتغيير توزيعها الديمغرافي لصالح الاستيطان اليهودي وتكثيف الهجوم على حرمة المسجد الأقصى في خطة ترمي إلى تقسيم المسجد. * تأتي هذه الهجمة الشريرة في ظل تشتت عربي، وانقسام فلسطيني..وهنا لابد من الحديث عن القدس في إطار الحراك السياسي والاجتماعي في المنطقة العربية وما يتهددها من مخاطر دولية. القدس هي عنوان التحدي بين مناهج الشر ومنهج الخير.. والقدس هي ساحة الصراع التاريخي بين الأنبياء ومن يسير على خطاهم ضد رعاة الظلم والإفساد والانحراف. * * وفي القدس تتكثف كل معاني التجلي والقرب من جوهر رسالة السماء إلى أهل الأرض، إنها رسالة الرحمة والعدل والخير والتساوي بين عباد الله والتعايش بينهم جميعا بسلام فحق لها بذلك أن تكون مدينة السلام. * لقد كانت مكةالمكرمة هي انطلاقة بعثة الإسلام ونهضته، ولقد اختارها الله لحكمة بالغة تتكشف بعض أسرارها في أنها كانت مجمع أفئدة العرب وعاصمة وجودهم المعنوي والاقتصادي، وفيها كان البيت العتيق وفي جنبات أحيائها كان تنافس العرب الثقافي والتجاري..فكان انتصار الإسلام فيها فتحا له في كل بلاد العرب. * * واليوم تقف القدس ولأسباب عديدة على رأسها وجود الشر مكثفا في علو الإفساد الإسرائيلي وتسلط العصابة الصهيونية العنصرية المجرمة على البشر والحجر في بيت المقدس وأكنافه مدعومة من قوى الشر العالمي لتقوم هذه العصابة العنصرية بدور الاستنزاف لخيرات الأمة وطاقتها.. ولإتمام التخلف والهوان على الأمة كلها..انه تحد من نوع تلك التحديات التي واجهتا القدس عبر تاريخها قبل الإسلام وبعده.. ولكنه تحدي يأتي اليوم والأمة تلتف حول القدس..فلقد أصبحت القدس عاصمة العرب والمسلمين بل والأحرار في بقاع العالم. * * ولئن كانت مكة نقطة انطلاقة الإسلام الأولى نحو النهضة والتمدد فإن القدس هي بلا شك نقطة الأساس في صعود الإسلام من جديد نحو العالمية الإسلامية الثانية. إن القدس اليوم هي نقطة انطلاق المنحنى الإسلامي نحو الانتصارات والتحرر وهذه إضافة جوهرية لرسالة القدس فينا.. ومن هنا تصبح القدس عنوانا لكل مشاريع التحرر والنهضة في الأمة لتوحد الجهود وتطهر الأفعال وتصوب الخطط والوسائل لنحو غاية مقدسة.. * * وان الدعوة إلى الدفاع عن القدس هي دعوة للحيوية والنشاط والتخلي عن كل الأهواء التي تفرق الأمة وتبعثر جهودها..إنها دعوة لأن نمتلك قرارنا وإرادتنا ورسالتنا ولنكون خارج دائرة الفراغ والتخلف.. * * إنها القدس الأقرب من الأرض لسماء الله الأولى..رحم الله من قال إن القدس هي سماء الله الأولى.. وصخرته المباركة قطعة من الجنة ولئن كانت مكة ما يليق بنزول الإنسان على الأرض، فالقدس ما كان لائقا لصعود النبي من الأرض للسماء. * * القدس مهوى الفؤاد ومناط الواجب..وعنوان المرحالة..