صور أرشيفية للمسجد الأقصى وهو يحترق قرر وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد الله غلام الله أن يكون، اليوم، جمعة موّحد في جميع مساجد الجمهورية بمناسبة الذكرى الأربعين لحرق المسجد الأقصى من طرف اليهود الغاصبين، وقد أعطيت تعليمات للأئمة للحديث عن مكانة أولى القبلتين وثالث الحرمين في ظل خطة السطو والتهويد التي تستهدفه. * * وأراد غلام الله من خلال تعليمته للأئمة تسجيل موقف الجزائر من قضية تهويد القدس، في ظل التراخي الذي يعرفه الموقف العربي والإسلامي في الدفاع عن مقدسات الأمة، بعدما أصبحت الأملاك الوقفية الإسلامية عرضة للاعتداءات الصهيونية أكثر من أي وقت مضى، خاصة المسجد الأقصى وحارة المغاربة المحيطة به. * وقد صادف، يوم الجمعة الماضي21 أوت، ليلة دخول شهر رمضان الفضيل، الذكرى الأربعين لإحراق المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفيين، على يد العصابات الصهيونية عام 1969، حيث عادت الذكرى الأليمة هذا العام في ظل تداعيات خطيرة وظروف أخطر، بعدما تحوّلت إسرائيل دون ردع إلى الحرب ضد الشعب الفلسطيني، مستخدمة القوة العسكرية لحصاره وعزله وجعله رهينة داخل الضفة الغربية وقطاع غزة، موازاة مع مواصلتها خططها لتهويد مدينة القدس ومنع المسلمين من أداء شعائرهم الدينية، إلى جانب مصادرتها المزيد من الأراضي في المدينة وبناء المزيد من المستوطنات فيها ومحاولاتها لتغيير الوضع الديمغرافي في القدس واستيلائها المتواصل على الأراضي والممتلكات. * فبعد مرور أربعين عاما على حرق المسجد الأقصى، من قبل اليهود بات الحرم القدسي أكثر استهدافا، وبات خطر عمليات الحفر أسفل أركانه وأساساته التي تقوم بها إسرائيل، مؤكدا بعدما بدأت تبرز الانهيارات في بيوت وساحات المنازل المتاخمة والقريبة من الحرم القدسي ما يمكن، لا قدر الله أن يؤدي إلى انهيار المسجد الأقصى. * ومن خلال استرجاع الذكرى الأليمة في المساجد، تسجل الجزائر موقفا لتذكير المؤمنين بواجب الحفاظ على أولى القبلتين وثالث الحرمين، مما يحاط ضده من مكائد يهودية، وكان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين قد ناشد الأسبوع الفارط الفلسطينيين، لشد الرحال إلى القدس خلال شهر رمضان لإعماره وحمايته، مما يحاك له من مؤامرات تهدف إلى هدمه.