الضحييتان مراد وخالد قام عشية أمس سكان بلدية باش جراح بغلق الطريق الرئيسي للبلدية احتجاجا على مقتل شابين على يد شرطي، وكانت الوقفة مسالمة من أجل أن يلفت السكان انتباه الشرطة إلى فعلة زميلهم، منبهين إلى ضرورة أن ينال جزاءه المستحق من العدالة. * وقد توفي أول أمس الضحية الثالثة للشرطي بالأمن الحضري بجسر قسنطينة بمستشفى مصطفى باشا وهو رفيق الشرطي المودع حاليا بالسجن المؤقت، حيث تم دفنه عصر الخميس بمقبرة العالية وسط استياء كبير، ولا يعلم إلى غاية الساعة أسباب هذه الفاجعة التي ألمت بثلاث أسر على السواء على يده. * وماتزال عائلتي نصايبة وفرعون وجميع سكان حي باش جراح الشعبي بالعاصمة تحت وقع الفاجعة التي ألمت بالفقيدين خالد ومراد 26 سنة بعد أن تم إفراغ 32 رصاصة من رشاش شرطي بجسر قسنطينة ليلة الأربعاء الفارط عليهما أردتهما قتيلين، وتم نقل السيارة التي كانا يسوقانها إلى محشر السيارات بشاطوناف، حسبما أكّدته مصادر أمنية مقربة. * ولا أحد شهد الحادثة حسبما أبلغتنا العائلتين، إلا امرأة مجهولة قصدت عائلة نصايبة يوم الخميس وأخبرتهم أنها كانت متواجدة بمكان الحادث عندما أوقفها أعوان الأمن الحضري بجسر قسنطينة، وشاهدت عن كثب كيف أوقف الشرطي الضحيتين وبعد حديث قصير إليهما قام بإفراغ رشاشه كاملا بهما وهمّ بملء رشاشه بشاحن آخر، لولا تدخل أحد أصدقائه الذي أخذ يبعده عن المكان وكان أنْ أصابه هو أيضا برصاصه المنطلق في كل الاتجاهات، إلا أن هذه الشاهدة سرعان ما غابت عن جنازة الضحية ولم تترك وراءها أي أثر، تقول العائلة. * وقد عرف وجهي الضحيتين اللذين شهد لهما بحسن السيرة والسلوك بعض التشوّه، حيث لوحظ تحطم الفك السفلي للضحية خالد مع خدش على خده الأيمن، في حين تشوّه وجه صديقه مراد الذي غاب جزء كبير من ملامحه خاصة عينه اليسرى التي فقئت بفعل الطلقات النارية، حسبما رواه لنا أفراد العائلتين ممن شاهدا الفقيدين قبل الدفن.