طلب حزب جبهة التحرير الوطني بصفة رسمية حجز القاعة البيضاوية، محمد بوضياف، لاحتضان فعاليات المؤتمر التاسع للحزب، المرتقب في التاسع عشر مارس المقبل، فيما تسلم الحزب أمس فقط، بطاقات الانخراط من المطبعة لتوزيعها على المناضلين، كمقدمة لاختيار مندوبي المؤتمر. * ومع اقتراب موعد 19 مارس، احتدمت التجاذبات بين التيارات داخل الحزب العتيد بحثا عن تموقع أفضل في مرحلة ما بعد المؤتمر التاسع، وبدأت حرب الكواليس، سيما بين الأمين العام للهيئة التنفيذية، عبد العزيز بلخادم، الباحث عن تكريس موقعه كمسؤول أول على الحزب، والطرف الآخر ممثلا في عبد الكريم عبادة، الذي فقد الكثير من ثقله في الحزب، بعد تجريده من مسؤولية التنظيم على مستوى الأمانة التنفيذية للحزب. * وفي هذا السياق، أكدت مصادر متطابقة ل"الشروق" أن خلافا اندلع بين عبد العزيز بلخادم المدعوم بعدد من الشخصيات يتقدمهم عبد الحميد سي عفيف، من جهة، وعبد الكريم عبادة المحسوب على جناح الأمين العام السابق، علي بن فليس، حول ما يسمى بقضية "الكوطات"، بعد أن تناهى إلى علم عبادة معلومات تفيد بشروع بلخادم في تحضير قائمة طويلة بأسماء المندوبين الموالين له، تحسبا لمعركة المؤتمر التاسع التي ستفرز من سيكون الأمين العام المقبل للحزب العتيد. * ويرفض المعارضون لبلخادم الطريقة التي يجري العمل بها في تعيين المندوبين، ويصرون على أن تكون القسمات، ثم المحافظات هما الخليتان اللتان يجب أن تنبثق عنهما أسماء من يحضر المؤتمر، غير أن هذا الشرط يبقى غير متاح في ظل السرعة التي يتحدث عنها البعض في إعداد قوائم المندوبين، لأن بطاقات العضوية السنوية، لم يستلمها الحزب إلا أمس من المطابع التي أنجزتها. * وجاء تحرك عبد الكريم عبادة بعد تسرب معلومات أشارت إلى أن عبد العزيز بلخادم يكون قد منح بعض الأطراف الموالية له "كوطات" لتعيين موالين لهم في اللجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر التاسع، وهو ما تسبب في حدوث صدام بين عبادة وبلخادم، خلال الاجتماع الأخير للمكتب التنفيذي للحزب، تمثل في ملاسنات بين الرجلين، تسببت في تأجيل هذا الاجتماع، وذلك على خلفية مطالبة رجل المعارضة داخل العتيد، بنصيبه من هذه "الكوطات". * ولم تكن قضيتا اختيار المندوبين وما يروج حول توزيع بلخادم ل"كوطات" عضوية اللجنة المركزية على بعض المقربين بهدف تقوية حظوظه في موعد التاسع عشر مارس المقبل، هما وحدهما اللتان سببا تململا داخل العتيد، بل تعدى الأمر إلى ما يعتبرونه "السرعة المريبة" التي تطبع جهود بلخادم الحثيثة في التحضير لموعد نهاية مارس المقبل، في الوقت الذي لاتزال فيه الوثائق الصادرة عن اجتماع المجلس الوطني، لم تناقش بالشكل الكافي. * ويراهن بلخادم بكل ما أوتي من قوة ونفوذ في الحفاظ على كرسيه على رأس جبهة التحرير، وخاصة بعد أن تم ترسيم عبد القادر بن صالح رئيس لمجلس الأمة، وعدم توفره على ضمانات بتعيينه في منصب وزير أول خلفا لأحمد أويحيى في تغيير حكومي مرتقب خلال الأسابيع المقبلة.