قمّازي: لا مؤتمرا جامعا ومن الإيجابي توجّه السلطة لإعادة اللحمة الوطنية الزاوي: مدني مزراق لا يمثل الفيس ولا ينتظر ضوءا أخضر لعقد مؤتمره نفى قياديون في الفيس المحلّ "نفيا قاطعا" أن تكون السلطات قد اتّصلت بأيّ منهم لدعوتهم إلى عقد مؤتمر شامل للحزب المحل، مؤكّدين على أنّهم يرحّبون بأيّ خطوة "إيجابية" في سبيل حل سياسي برفع الحظر عن قادة وإطارات الفيس، يتوّج بمعالجة مخلّفات الأزمة التي نجمت عن اغتصاب الإرادة الشعبية سنة 1992. واستغرب الرجل الثاني في الفيس المحل، علي بن حاج ما جاء على لسان الهاشمي سحنوني في برنامج "هنا الجزائر" الذي يبثّ على قناة الشروق نيوز، مؤكّدا في تصريحات ل"الشروق" أمس، بأنّه لم تحصل أي اتصّالات مباشرة مع السلطة، إلا ما نشر عن دعوة عبد القادر بوخمخم إلى المشاركة في مشاورات مسوّدة تعديل الدّستور، كما شدّد على أنّ أي حزب يدعى له من طرف النّظام لقعد مؤتمره هو "حزب فاقد لسيادته" فضلا عن ذلك فليس من "المنطقي ولا السياسي أن يكون لحزب محظور مؤتمرا سياسيا بدون رفع الحظر عن نشطائه". وقال بن حاج إنّ قيادة الفيس التّاريخية سترحّب بكلّ خطوة لرفع الحظر عن قيادات وإطارات الحزب والمتعاطفين معه وأنّ ذلك يكمل سيكون بداية حقيقية للدّخول في حلّ للأزمة وليس الترقيع لها، ذلك أنّ الخروج من الأزمة حسب بن حاج يكمن في "حل سياسي برفع الحظر عن نشطاء الفيس ليمارسوا حقوقهم السياسية والمدنية يتوّج بمعالجة مخلّفات الأزمة من ضحايا المأساة الوطنية". من جهته، نفى عبد القادر بوخمخم ل"الشروق" أن يكون هناك أي تواصل مع السلطة في سبيل عقد مؤتمر للحزب المحظور، مؤكّدا بأنّه لم يسمع بهذا إلا عن طريق سحنوني وقبله مداني مزراق عند حديثه عن مؤتمر شامل، مشدّدا على أنّ كل "دعوة ومحاولة لا تمرّ على القيادة الشرعية التاريخية، فهي مردودة على أصحابها"، معربا عن ترحيبه بأي مسعى "لحلّ الأزمة" كما استبعد أن يسمح النّظام لمن اختاروا خطا آخر بعيدا عن الفيس المحل أن ينشئوا أحزابا. وقال علي جدّي ل"الشروق" بأنّه ليس لديهم أي علم بهذه الاتّصالات لينبّه إلى أنّه كقيادي في الفيس المحل لا يعنيه أمر سحنوني وتصريحاته ذلك أنّه فصل من الجبهة الإسلامية للإنقاذ بقرار المجلس الشوري، مؤكدا أنّ الفيس المحل سيرفض قطعا أنّ يغيّر تسميته الحزبية باسم آخر من باب إدانته وتحميله مسؤولية المأساة الوطنية، معلنا استعداد قادة الحزب للمناظرة. كما وصف كمال قمّازي في تصريحات ل"الشروق" أن ما جاء على لسان سحنوني "خبر وليس تحليلا ولا يكون ذلك إلا عن طريق هاتف أو رسالة أو تواصل مباشر" وهذا حسبه "لم يقع ولم نسمع به إلا عن طريق المذكور" مؤكّدا بأنّه قبل المؤتمر لابد من رفع الحظر و"أولى النّاس بالحديث عن هذا هو الشيخ علي بن حاج"، مشدّدا على أنّه سيكون أمرا إيجابيا أن يكون للسلطة توجّها نحو"إعادة اللحمة الوطنية وجمع الجزائريين ووضع سياسة عامّة للإصلاح". كما أبدى القيادي أحمد الزاوي ل"الشروق" استغرابه من أن يكون هناك اتّصالا من السلطة من أجل عقد مؤتمر لحزب سياسي، مؤكّدا بأنّه لم يسمع بهذا إلا من سحنوني، كما علّق على حديث مدني مزراق الداعي إلى مؤتمر شامل للفيس بقوله: "مدني لا يمثّل الجبهة الإسلامية للإنقاذ"، مشددا بأن الفيس المحل "موجود في الواقع بتجذّره الشعبي وهو لا ينتظر ضوءا أخضر لعقد مؤتمره".