أكد رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، أن "حمس" ليس مع التغيير الثوري، ولا يعمل من أجل إحداث ثورة ضد النظام، إلا أنه لم يستبعد المشاركة فيها إن هي حدثت. وقال مقري في تدوينة له على صفحته في "الفايسبوك"، "خيارنا ليس ثوريا، ولكن إن وقعت الثورة بغير إرادتنا لن نكون مكتوفي الأيادي، سنكون مع الشعب وسنتدخل من أجل بلدنا، فالذي يتوقع منا أن نعلن الثورة لكي يكون التغيير سريعا عليه أن لا يتوقع منا ذلك". وأضاف "مهما طال الزمن لن ننجر للتغيير العنيف، لأن ذلك هي أمنية قوى الظلام والفساد والاستبداد والشر والعمالة..."، غير أنه لم يستبعد مخاطر الانزلاق، واستعداده للتعامل معها إيجابيا إن كانت اختيارا شعبيا، حيث قال إذا أراد الشعب أن يتجاوزنا وخرج للشارع لا للاحتجاج ولكن ليقلب الطاولة على الجميع (وهو أمر آت إن فشل مشروعنا السياسي السلمي واستمر النظام السياسي في سلوكه) فسيكون الفضل للشعب وحده عندئذ، وليس لنا في ذلك شيء، وإنما واجبنا عند ذلك كأحزاب أن نقدم الخبرة والعون لكي لا تنفلت الأوضاع ولا يقسم البلد ويكون الانتقال إيجابيا ووطنيا وأصيلا، وعند ذلك يكون الشعب كذلك حرا في أن يثق بنا أم لا، يكون حرا في أن يضع ثقته في قيادات جديدة يفرزها الواقع، وفي كل الأحوال ستكون ضمائرنا مرتاحة، لأننا لم نفرط في واجباتنا طيلة حياتنا". ودعا مقري في مدونته، التي عنونها ب"هذا نهجنا السياسي، من شاء فليؤمن به ومن شاء فليكفر"، من يرغبون في التغيير إلى تركيز ضرباته السياسية على النظام السياسي، وأن يحكم على المعارضة من خلال الوقائع الثابتة التي لا جدال فيها وليس على الأوهام والأراجيف التي يخطط لها النظام السياسي وحلفاؤه المباشرون والموضوعيون، وأن يكون مع المعارضة الشريفة، وأن لا يتوقف عند الفرعيات التي يقع فيها الاختلاف في وجهات النظر..، "والإشارة هنا واضحة للغط الحاصل حول قضية الانسحاب من البرلمان وهياكل المجلس والأجور التي يتقاضاها النواب". ورد مقري على الذين يدعون نواب "التكتل الأخضر"، إلى الانسحاب من البرلمان، بعد رفض إدارة المجلس، تمثيلهم في هياكلها، التي قاطعوها خلال السنتين الماضيتين، بالقول "صحيح، أن وجود نوابنا في البرلمان لا يغير في موازين القوة البرلمانية، ولكنها وسيلة وأداة من الأدوات لماذا نفرط فيها، وإذا ترجحت المصلحة الشرعية والسياسية للخروج من البرلمان، فإنه لن يكون هناك أمر مادي يمنعا، وهذا غير وارد في هذه المرحلة". وطرح مقري وجهة نظر "حمس" في طبيعة التغيير المنشود والسبيل إليه، داعيا الشعب إلى المساهمة فيه بقوة وبالطرق السلمية.. "إننا نريد من الشعب أن يساهم معنا في الضغط السلمي على السلطة بكل الوسائل السياسية التي ندعوه إليها، والشعب حر في أن يثق بنا أم لا، أن يتبعنا أم لا..".