قرر حزب جبهة القوى الاشتراكية، عدم المشاركة في الندوة الوطنية التي تعتزم تنسيقية التغيير تنظيمها يوم 4 جويلية الداخل، بعد أن أعطى إشارات برغبته في العودة إلى أحضان "المعارضة" بعد اصطدامه بحائط الخطوط الحمراء التي وضعتها أحزاب الموالاة على المبادرة. وكانت المعارضة تنتظر أن يعود أقدم حزب معارض إلى سيرته الأولى، بعد اقتناعه باستحالة نجاحه في مسعاه بإقناع السلطة والمعارضة بضرورة الجلوس إلى طاولة الحوار في إطار الإجماع الوطني، خاصة بعد الانتقادات التي وجهت إلى المبادرة، والخطوط الحمراء التي وضعتها أحزاب السلطة (الآفلان والأرندي) على المبادرة، وذلك بمناسبة سعي هيئة التشاور والمتابعة التابعة للتنسيقية الوطنية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي إلى دعم صفوفها وتوسيع جبهة المعارضة وتقوية جبهتها وتكثيفها، لفرض المزيد من الضغط على السلطة قصد إرغامها على ضرورة تحقيق انتقال ديمقراطي سلس. وأكد عضو قيادي في المكتب الوطني للحزب، فضل عدم الكشف عن هويته، لعدم امتلاكه صفة التصريح، أن الأفافاس لا ينوي الانضمام إلى هيئة التشاور والمتابعة التابعة للتنسيقية الوطنية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي، ولا يفكر أصلا في مشاركة المعارضة نشاطاتها مستقبلا باعتبار أن المعارضة من أجل المعارضة لن تجلب أي فائدة للبلاد والعباد. وفسر المصدر ذاته أن الأفافاس ليس من سياسته المشاركة في اجتماعات صورية، والدخول في نقاشات بيزنطية، لا تغني ولا تسمن من جوع، وأضاف أن الأهمية بالنسبة إلى الأفافاس ليست في عقد الاجتماعات وإنما في إيجاد الحلول للأزمة التي تعيشها البلاد وتحقيق سبل الإجماع الوطني. وأوضح المصدر ذاته في لقاء مع "الشروق" أن الأفافاس لا ينوي الانضمام إلى هيئة التشاور والمتابعة بعد فتحها لأبوابها بغرض توسعة جبهتها. وأكد أن أولوية الأفافاس في الوقت الراهن العمل على بناء إجماع وطني بمشاركة كافة الأطراف، والجلوس إلى طاولة واحدة من أجل العمل على الخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد، بالرغم من رفض "السلطة" لمبادرة الحزب والخطوط الحمراء التي وضعتها أحزاب الموالاة وعلى رأسها "الأفلان والأرندي". وأضاف أن الأفافاس كان يعرف منذ البداية أن مسار الإجماع الوطني محفوف بالمخاطر والصعاب والمطبات، مبرزا أن من مبادئ الإجماع الوطني أن يكون صاحب المبادرة على مسافة واحدة بين جميع الأطراف للقيام بدور المسهل، شرط عدم المساس بمبادئ الأفافاس التاريخية، وشدد على أن هذه "الوسطية" لا تعني أن الحزب أصبح في صف السلطة، وعدم المشاركة في نشاطات المعارضة لا يعني كذلك أن الأفافاس يعادي المعارضة. ويرتقب أن تعقد تنسيقية التغيير اجتماعا يوم 4 جويلية الداخل بمقر حزب طلائع الحريات قيد التأسيس، لترسيم التحاق عدد من الشخصيات الوطنية والأحزاب السياسية، في إطار رص الصفوف وتوسيع جبهتها في سياق توجه السلطة وترتيباتها، وكذا استعدادا لمواجهة تحالفات أحزاب المولاة التي تعتزم محاربة المعارضة كما تجلى في خطابات العائد أويحيى والمثبت سعداني، حيث تحضر الموالاة لإطلاق تحالف رئاسي جديد أو جبهة وطنية يقودها كل من الأفالان والأرندي، لتمرير مشاريع السلطة المستقبلية وفي مقدمتها تعديل الدستور، وكذا مواجهة المعارضة.