دافع رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، عن موقف المعارضة القاضي بتنظيم انتخابات رئاسية مسبقة، في أول تعقيب له على خطاب الرئيس بمناسبة عيد الاستقلال. وقال مقري في قراءة مطولة لرسالة الرئيس "من حق الرئيس بوتفليقة بأن يكمل عهدته رغم مرضه، وهو موقف مفهوم ومتوقع منه، وذلك حقه ومن صلاحياته"، وفي المقابل "فإن المعارضة من حقها كذلك أن تطلب إجراء انتخابات مسبقة، مبرزا أن الرئاسيات المسبقة لا تستهدف شخص الرئيس بقدر ما تتعلق بالوضع الذي آل إليه البلد من الناحية السياسية والاقتصادية وبدايات التوترات الاجتماعية المصاحبة لسياسات التقشف. وأضاف مقري "من حق المعارضة أن تستمر سياسيا وأخلاقيا في المطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مسبقة للبحث عن فرصة أخرى لمصلحة البلد بعد أن أُعطِي الرئيس بوتفليقة فرصة كبيرة تاريخية غير مسبوقة". واتهم مقري الرئيس بمحاولة تطبيع ظاهرة الفساد في المجتمع الجزائري، بالرغم من أنها آفة في كل المجتمعات، وقال ".. بوتفليقة يحاول أن يُطبّع حالة الفساد المنتشرة، وهي محاولة غير مجدية لأن الإخفاق في تحقيق التنمية مدوٍ". ورحب مقري بالخطاب "المطمئن" للرئيس بوتفليقة للمعارضة، واعتبره خطوة في الاتجاه الصحيح، ودعاه إلى الاقتناع بالمشروع السياسي الوطني الذي تعرضه المعارضة، من أجل التوافق على الانتقال الديمقراطي المصاحب للانتقال التنموي، بعيدا عن الطموحات والمصالح الشخصية والحزبية سواء على مستوى السلطة أو المعارضة.
وسجل مقري أن الدستور رغم مرور 4 سنوات عن الإعلان عن تعديله لا يزال يمثل مسلسلا طويلا ومربكا ومترددا، لم يعد يثير انتباه واهتمام الطبقة السياسية، لا سيما أن طريقة إعداده لا تعبر عن روح التوافق وتطلعات قطاع كبير من الجزائريين.