تكريم بلدية الجزائر الوسطى لعائلة "أعصاب وأوتار" سهرة أمس أعاد إلى الأذهان النجاح الذي حققته هذه السلسلة على كل المستويات .. الأداء المتميز الذي ظهر به أبطالها.. مواضيع من يوميات المواطن في الجزائر العميقة والتصوير في عمارة بأحد الأحياء البسيطة والاعتماد على تفاصيل واقعية من قبيل الاحتكاك مع الجيران والشجار بين الاطفال والنساء. نجحت "أعصاب وأوتار" لأنها كانت لسان حال الجزائريين الذين لا يقضون يومهم في الصراخ والشتم ولا ينعزلون في فيلات بعيدا عن المحيط ولا يعيشون في عالم افتراضي . كانت صوت المواطن الذي تزعجه أشغال البناء في منزل جاره ويغضب إذا ركن احدهم سيارته أمام منزله أو محله. .. المواطن الذي يتجول في الأسواق ويتشاجر في شهر رمضان لأتفه الأسباب ويحارب الغش وينتقد ارتفاع الاسعار. كل الأعمال الكوميدية لهذه السنة لم تغادر الفيلات أو الشقق الفخمة المجهزة بأحدث الديكورات التركية وأغلى الموديلات الفرنسية. وحتى هموم أبطالها "تافهة" محصورة في هموم الكماليات "الأطباق" أو "اللباس" أو "الانترنت" أو في أمور أخرى يدعي منتجوها أن الهدف من اختيارها إنقاذ الجزائريين من واقعهم والتحليق بهم في فضاءات "الخيال" .. "أعصاب وأوتار" سلسلة كوميدية بامتياز نجحت في إضحاكنا ولا تزال الأشهر والأكثر تحميلا على "اليوتيوب" نبحث عن حلقاتها هروبا من جحيم "الرداءة" .. الرداءة في السينما وفي المسرح وفي التلفزيون في زمن الانفتاح و"الملايير" .. فكيف يفسر هؤلاء هذا الإخفاق المتتالي شكلا ومضمونا؟ المشكل أن المعنيين لم يعترفوا أو يعتذروا للمشاهد بل يصرون في كل خرجاتهم الإعلامية على أنهم نجحوا وأن أعمالهم الأكثر مشاهدة وأنهم يتجنبون الخروج إلى الشارع لتفادي تدافع الجماهير .. ربما.. أصابوا وأخطانا فليعيشوا نجاحاتهم ولنعش على "أعصاب وأوتار"