فضيحة التسريبات التي هزت الأسرة التربوية في الجزائر، وصدام وزيرة القطاع مع بعض النقابات وجمعية أولياء التلاميذ ثم سوسبانس الانتظار الذي حبس أنفاس أزيد من 800 ألف مترشح حول مصير شهادة "العمر" وأخيرا قرار الإعادة الجزئية للامتحانات.. كلها معطيات أهلت نورية بن غبريط لافتكاك أعلى نسب المشاهدة والمتابعة في رمضان. الفايسبوكيون حسموا أمرهم ولم يستندوا في ذلك لأي منهجية علمية أو "أدبية" فبالنسبة لهم بن غبريط نجمة الشهر بدون منازع بالنظر لشعبيتها الكبيرة والجدل الواسع الذي تثيره مواقفها وتصريحاتها. "النجومية ".. هذا المصطلح المتداول بقوة في الأوساط الفنية والثقافية والإعلامية العربية لا وجود له في القاموس الجزائري. ولا يبدو انه سيكون يوما، لا في المستقبل القريب أو البعيد. والمشكل أننا نقف عاجزين عن مناقشة الأمر.. هل المشكل في غياب النجومية كصناعة قائمة بذاتها، أم كمواهب غير قابلة للتطور؟ ثم سرعان ما يحيلنا الواقع إلى سؤال آخر ونقاش جديد.. هل كانت آمال بوشوشة ستصبح نجمة لو بقيت في الجزائر؟ هل كانت ستنجح في فرض نفسها وإبراز موهبتها التمثيلية؟ آمال بوشوشة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة ويمكننا أن نسقط الواقع السوداوي الذي يتخبط فيه الفن في الجزائر على مجالات أخرى كثيرة، لا نلتفت إليها بحكم عدم ارتباطها بهذا "الهوس".. ويبقى الوضع على ما هو عليه في بلادي.. وتبقى "الهجرة" التأشيرة الوحيدة أمام طابور من الممثلين والمخرجين والمطربين وكتاب السيناريو وحتى الإعلاميين في سبيل تحقيق حلم الانتشار أو "النجومية". فالنجومية القادمة من هناك ليست "وهما" أو "سرابا" أو "مرضا" أو "هستيريا" أو أي فيروس من الفيروسات التي أصابت البعض عندنا "بعمى الألوان".. يفشلون ويقدمون رداءة ويكابرون، ثم إلى "الفايسبوك" يهرولون متفاخرين..