لم يكن أحد يتوقع، وهو يشاهد الطبعة الخامسة من ستار أكاديمي سنة 2008 ولاحظ تألق الجزائرية أمل بوشوشة، أن هذا الوجه سيصنع من الغناء سلّما للدخول إلى آفاق جديدة، لتصبح أحد نجوم الدراما العربية. راهنت عليها أحلام مستغانمي في مسلسل ''ذاكرة الجسد'' الذي فشل دراميا وعلى كل الأصعدة، لكنه أطلق اسما جزائريا يسير بخطى ثابتة نحو النجومية. فبعد ظهورها العام الماضي في المسلسل السوري ''جلسات نسائية'' الذي تركت من خلاله انطباعا حسنا، حتى عند النقاد المتابعين للدراما السورية، ها هي تمثل اليوم في مسلسلين، الأول عن البيئة الشامية ''زمن البرغوث''، وفي الجزء الثاني من مسلسل ''الولادة من الخاصرة'' الذي حقق العام الماضي نجاحا كبيرا، وتؤدي فيه أمل بوشوشة دورا صغيرا وثانويا، لكنه مقدمة لدور محوري وأساسي في الجزء الثالث. ويجمع النقاد على أن أمل بوشوشة نجمة صاعدة بلا منازع، فبالإضافة الى جمال الشكل والقوام، تتقن استعمال اللهجات واللغات بسهولة، كما تتأقلم مع الأدوار والبيئات. وبنجاح أمل بوشوشة خارج الجزائر، يطرح السؤال: ماذا لو بقيت بوشوشة في الجزائر؟ وهل سنشهد يوما، إن استمر الحال هكذا، هجرة الفنانين، مثلما شهدنا هجرة الكفاءات في كل المجالات الأخرى؟ الواقع أن الجزائر تزخر بمواهب كثيرة في المجال الفني منذ بدايات الاستقلال، حيث استطاعت أن تجد لها مكانا في قلوب المحبّين في الجزائر، لكنها بقيت حبيسة المحلية الضيقة. ورغم التطور التكنولوجي لوسائل الاتصال والإعلام ودخول الفن كل البيوت، كغذاء ترفيهي وتثقيفي دائم، إلا أن سياسة الإنتاج والترويج والتوزيع التي اتبعتها الجزائر، بالإضافة إلى إهمال الفنان، سواء بعدم سنّ قوانين تحميه وتنظم المهنة أو بانعدام مدارس التكوين، أبقت الجزائر بعيدة عن هذه المنافسة المفتوحة. وكم من الأسماء التي كان يمكن أن تُكتب لها النجومية، لولا هذا الوضع الاستثنائي والوحيد في الوطن العربي.