قمت يوم الجمعة الماضي 19 رمضان 1437ه (24-6-2016م) بزيارة إلى قرية آيت سيدي عمرو أولحاج، التابعة لبلدية بوزقن من ولاية تيزي وزو، وذلك تلبية لدعوة كريمة من اللجنة الدينية لزاوية الشيخ عمرو أولحاج –رحمه الله- كان مبلغ هذه الدعوة هو الأخ عبد الحميد عمران، ابن القرية، ونائب رئيس اللجنة الدينية لهذه الزاوية، وكان هو الدليل في هذه الرحلة، وقد استفدنا كثيرا مما أطلعنا عليه من تاريخ المنطقة، وأعرافها وعاداتها التي هي في أصلها ذات مرجعية دينية، وقد صحبنا في هذه الرحلة الأخ الكريم غازي بوشامة.. وكلاهما من جنود الله في عمل الخير، والدلالة عليه. لبّيت الدعوة لأزداد معرفة بجزء من إخواني الجزائريين، وبجزء من بلادي.. وقد رأيت ما أثلج صدري وأفرح قلبي، وأبهج نفسي.. وتأكدت من سفاهة محاولات شياطين الإنس لشيطنة هذه المنطقة، وتصويرها بأنها انسلخت من الإسلام.. وليس بأمانيّهم، فولاية تيزي وزو تضم أكبر عدد من المساجد في الجزائر.. وإذا كان فيها أراذل وسفهاء فهي ليست شاذة في ذلك..ففي الولايات الأخرى أراذل، وسفهاء.. لقد ممرنا بعدة قرى وبلدات، فما رأينا مقهى مفتوحا، وما شاهدنا منظرا خادشا للحياء، وما أبصرنا "كاسية عارية" ولا مجاهرا بانتهاك شهر رمضان.. لقد استقبلنا الإخوة القائمون على الزاوية، وتسمى في الأدبيات المحلية" المعمرة"، وكانت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تسمى زوايا زواوة "معاهد" لخلو أكثرها من البدع، ولتدريسها العلم وتحفيظ القرآن الكريم.. وبعد الترحيب بنا جال بنا الإخوة عبر أقسام الزاوية، التي هي في طور التوسعة، والتحسين.. وقد حدثونا عن عزمهم على فتح دورة صيفية خاصة بالنساء لتحفيظهن القرآن الكريم، وتحسين أدائهن للقرآن الكريم بتعلم أحكام قراءته.. وقبل صلاة الجمعة زرنا مقبرة الزاوية، وترحمنا على أمواتها ومنهم المجاهد العقيد محند أولحاج –رحمه الله- قائد الولاية الثالثة، التي ترجّى أن يدفن في رحابها فحقق له رجاؤه عندما أتاه اليقين في 1972 عن واحد وخمسين عاما. طلب مني الإخوة أن ألقي درس الجمعة في مسجد الزاوية فاخترت أن يكون موضوعه حديث رسول الله –عليه الصلاة والسلام- القائل بأن دخول الجنة لا يكون إلا بالإيمان، الذي لا يكون حقيقيا وتاما إلا بتحابب المسلمين، والسبيل إلى ذلك إفشاء السلام وأن القرب من رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لا يكون إلا للأحسن أخلاقا..والإيمان الصحيح لا يكون إلا بالعلم الذي هو أول أمر أنزله الله –عز وجل- إلى الناس. لقد تأسفنا لعدم وجود مرجع بهذه الزاوية العريقة.. التي وجدنا فيها أمهات الكتب في التفسير والحديث، والتاريخ الإسلامي، كما سرنا وجود إخوة من ولاية أم البواقي، ومن ولاية المدية في الزاوية، فالمؤمنون إخوة، فتحية لإخوتنا في زاوية سيدي عمرو أولحاج، وحقق الله على أيديهم كل خير للإسلام.