اصطف مئات المستوطنين الإسرائيليين خارج باب المغاربة، إحدى البوابات في الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك في القدسالمحتلة، الثلاثاء، بانتظار السماح لهم باقتحام ساحات المسجد لتأبين مستوطنة إسرائيلية قتلت قبل أسبوعين في مستوطنة كريات أربع في الخليل جنوبي الضفة الغربيةالمحتلة. وبرز من بين المشاركين وزير الزراعة الإسرائيلي أوري آرئيل وعضوي الكنيست من حزب الليكود الحاكم يهودا غليك وأورين حازان، إضافة إلى ممثلين عن جماعات اليمين المتشدد. ولكن الوزير والبرلمانيين الإسرائيليين لم يقتحموا ساحات المسجد تنفيذاً لقرار حكومي يمنع السياسيين من الاقتحامات. وكانت عائلة الفتاة هاليل يافا دعت إلى تأبين ابنتها في ساحات المسجد الأقصى حيث تدفق المئات من الإسرائيليين للمشاركة في هذا الحدث غير المسبوق. وقال فراس الدبس مسؤول الإعلام في إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس في تصريح صحفي، إن "285 مستوطناً اقتحموا ساحات المسجد في غضون ثلاث ساعات قبل إغلاق باب المغاربة استعداداً لصلاة الظهر". وسمحت شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام المسجد على شكل مجموعات تتكون كل مجموعة من 30 شخصاً وذلك من خلال باب المغاربة، بدأت أول دفعة منهم بالاقتحام بمرافقة عناصر من الشرطة الإسرائيلية. ولم يسبق أن جرت مراسم تأبين بهذا الشكل من قبل. وقالت رينا أرئيل، والدة المستوطنة، قبيل اقتحامها ساحات المسجد للصحفيين: "ما جرى هو أمر محزن، ولكنه يعطينا القوة بأن هناك ما يمكننا عمله وليس فقط البكاء وإنما عمل جديد لإسرائيل، الأمر ليس سهلاً عندما يتعلق بالهيكل (المسجد الأقصى) ولكننا ندعو الناس لبحثه". ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن شهود عيان قولهم، إن "أفراد عائلة الفتاة اليهودية توقفوا أثناء اقتحامهم لساحات المسجد وأدوا صلوات يهودية". من جهته، قال الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى للأناضول: "نحن ننظر بخطورة بالغة إلى استجابة الحكومة الإسرائيلية لهؤلاء المتطرفين الذين يريدون نقل التوتر من منطقة الحدث إلى المسجد الأقصى". وأضاف "نحن نحمل الحكومة الإسرائيلية كامل المسؤولية وتبعات هذا الاقتحام الغاشم والصلوات التلمودية التي أداها متطرفون يهود خلال الاقتحام". وتابع الشيخ الكسواني: "ما جرى هو استفزاز لمشاعر المسلمين في داخل المسجد الأقصى وفي كل أنحاء العالم".
سابقة خطيرة ووصفت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم (الثلاثاء)، إقامة مراسم التأبين اليهودية داخل المسجد الأقصى، ب"السابقة الخطيرة"، معتبرة ذلك تصعيداً في استهداف المسجد. وقالت الخارجية في بيان صحفي: "تدين وزارة الخارجية بأشد العبارات إقدام مجموعات من المستوطنين المتطرفين صبيحة هذا اليوم باقتحام المسجد الأقصى المبارك، بإشراف قائد شرطة لواء القدس وبمشاركة ضباط كبار وأفراد من قوات الاحتلال الخاصة". ومضى البيان: "وتدين الخارجية الفلسطينية إقدامهم على إقامة مراسم تأبين للقتيلة (هاليل يافا أريئيل) في سابقة خطيرة، تعتبر تصعيداً خطيراً في عمليات استهداف المسجد الأقصى المبارك". واتهمت الخارجية الفلسطينية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعطاء موافقته على إقامة هذه الطقوس، وعلى عكس إدعاءاته المتواصلة والخادعة للرأي العام العالمي. وحملت الخارجية الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها المسؤولية الكاملة على هذا التدهور الخطير في الأوضاع، وتداعياته على الأوضاع في القدس والمنطقة.