وزير الشؤون الدينية أبوعبدالله غلام الله استنكر عدد من أفراد المجتمع المدني بالوادي تحول مسجد الصحن الغربي العتيق الواقع بمدخل بلدية حساني عبد الكريم التي تبعد 15 كلم شرق عاصمة الولاية إلى سوق سوداء لإبرام صفقات بيع الخمور بالجملة رغم تسجيله من طرف مديرية الثقافة ضمن قائمة الجرد الإضافي لتصنيفه كمعلم تاريخي وموقع أثري محلي بغية حمايته كقطاع محفوظ. وحسب شهادات أهالي المنطقة فقد استغل شلة من مموني بلديات الجهة الشرقية بالمشروبات الكحولية الشغور الدائم لهذا المسجد الواقع على بعد عشرات الأمتار من التجمعات السكانية بمحاذاة الطريق الوطني رقم 16 ليجعلوا من مساحته المقدرة ب 400 م2 فضاء تجاريا لإبرام صفقات لبيع الخمر بالجملة ونقطة تبادل رئيسية لسلعهم ليتم تحويلها إلى المستهلك. كما أقدم هؤلاء الأشخاص من ذوي السوابق العدلية مع سبق الإصرار والترصد على تحطيم المدخل الرئيسي للمسجد والباب الشمالي للمحراب بغية استغلال مساحته - حسب تأكيد البعض - كمستودع لتخزين سلعهم من الخمور المجلوبة من الولايات المجاورة رغم الرقابة المستمرة للحواجز الأمنية المتواجدة على الدوام بمداخل المدينة أمام التعليمات الإدارية القاضية بمنع تسويقها. ولم يستبعد عدد من المنتفضين ضد هذا الوضع المخزي في تصريحات متطابقة للشروق اليومي أن يكون المسجد المذكور والواقع وسط مستثمرات فلاحية ملاذا مفضلا في بعض الأحيان لهؤلاء المهووسين لإقامة جلسات خمر ليلية، وهي فرضية يطرح تأكيدها بحدة التواجد المستمر لقارورات الخمر الفارغة المترامية ببهو المسجد. هذا واستهجنت جمعيات محلية وأصحاب مكاتب دراسات في الهندسة المعمارية انتهاك قدسية هذا الهيكل العمراني المشيد عقب الاستقلال مباشرة ليعيد تشكيل حلقة الوصل المفقودة - خلال الحقبة الاستعمارية - المعبرة عن الامتداد الحضاري الإسلامي لأهالي المنطقة، فتاريخ تشييده يرجع إلى سنة 1963 من القرن الماضي استعملت في إنجازه مواد بناء محلية تمثلت أساسا في الجبس وحجر اللوس حفاظا على الطابع والنمط العمراني للمنطقة. وكانت جمعية أم القرى لتنشيط الشباب الكائن مقرها والناشطة بقرية الزقم بذات البلدية قد حملت على عاتقها مسؤولية ترميم هذا المعلم التاريخي تحت إشراف دكاترة وباحثين من قسم علوم الهندسة المعمارية بجامعة البليدة وبحضور باحث بلجيكي تابع لبرنامج ميديا المهتم بتنمية المناطق الأثرية في الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط وهو مركز البحث المشرف على ترميم قصر تاغيت ببشار. ومست عملية الترميم التي استكملت إجراءاتها ذات الجمعية منذ أزيد من سنة التشققات والتصدعات التي تعاني منها الجدران والأسقف، بالإضافة إلى طلائه ومعالجة أثار الرطوبة المؤثرة على العمر الاهتلاكي للعمران، وأخذ المشرفين على العملية عينة من الجبس المحلي والحجارة المتمثلة في اللوس لتحليلها مخبريا بمركز بحث مهتم بدراسة المواقع الأثرية بدولة اليونان في محاولة لإيجاد مادة حيوية تزيد من نسبة مقاومة الجبس المحلي للرطوبة. وقد أكد عدد من أبناء قرية الزقم اتصالهم برئيس المجلس الشعبي البلدي لحساني عبد الكريم منذ ثلاثة أشهر تقريبا معبرين عن استيائهم من هذا الانتهاك المشين رافضين في ذات السياق الصمت المطبق للسلطات الإدارية فأبلغهم - حسب تصريحاتهم - أنه قدم مراسلة رسمية إلى مصالح الأمن لفتح تحقيق في الأمر.