توصل أعيان بلدية الزيتونة، الواقعة أقصى غربي ولاية سكيكدة، وأئمة المساجد وأعضاء اللجان الدينية، وعقلاء المنطقة، إلى اتفاق حول تعديل عرف الزواج بالزيتونة، يقضي بتحديد مصاريف الزواج كاملة في مبلغ مالي إجمالي قدره 10 ملايين سنتيم، دون تقديم أي شيء آخر من لباس ومال وذهب وأشياء أخرى. وتقول وثيقة صادرة عن اجتماع عقلاء وأعيان المدينة مع الأئمة، إنه تقرر بعد عدد من الاجتماعات واللقاءات التي شارك فيها أيضا عدد من المصلين والمثقفين بالمنطقة. وتطرقت إلى مسألة تيسير أمور الزواج على الشباب وتشجيعهم عليه، تحديد مصاريف الزواج بمائة ألف دينار جزائري فقط، تكون مقسمة إلى ما يلي، ثمانية آلاف دينار بالنسبة إلى المهر، و52 ألف دينار لجهاز العروس، و40 ألف دينار خاصة بالعشاء ووليمة العروس، في يوم الزفاف. أما بالنسبة إلى "يوم الحنة"، فتم الاتفاق على أن يقدم الشاب المقبل على الزواج أشياء بسيطة تتمثل في: قندورة ولباس داخلي وحذاء وخمار وخاتم من ذهب وأقراط الأذن فقط في حقيبة واحدة. واتفق أعيان المنطقة على إلغاء بعض العادات السيئة التي تميز حالات الزواج بعدد من المناطق المجاورة وبلدية الزيتونة أيضا، ومنها تحديدا تقرر إلغاء حفل التعيينة وما يتبعها، وكذا إلغاء تقديم الأشياء المكلفة والثمينة في المناسبات، والتخلي عن عادات نقل الأفرشة الصوفية، والأثاث والصالونات، والآلات الكهرومنزلية بالنسبة إلى العروس، وإلغاء حفلة العقد المدني في البلدية التي عادة ما يدعى لها العشرات وتقدم فيها الحلويات والمشروبات، وختم أعيان المنطقة وإمام المسجد وثيقة تعديل عرف الزواج بالزيتونة بملاحظة مفادها أنه لا يتم العقد الشرعي بالمسجد لمن خالف العرف المتفق عليه ويتحمل تبعات العواقب المترتبة على أثر الخروج عن جماعة المسلمين. وقال الشيخ إبراهيم سلامنية، إمام المسجد العتيق بالزيتونة، صاحب هذه المبادرة، ل "الشروق اليومي"، إنه تبادرت إلى ذهنه هذه الفكرة بعد أن لاحظ تزايدا ملفتا للعنوسة في أوساط الشابات، وتردد الشباب في الإقبال على الزواج سواء بالزيتونة أم بغيرها من بلديات ومناطق ولاية سكيكدة وكامل ربوع الجزائر، وبعد أن عرض الفكرة على مشايخ المنطقة والمثقفين وعقلاء وأعيان المدينة، لاقت إقبالا كبيرا من طرفهم، ليتم الجلوس للنقاش حول العمل على تعديل عرف الزواج بالزيتونة. وبعد الاجتماع لمرتين متتاليتين، تم التوصل إلى هذه الوثيقة المباركة بحسب الشيخ إبراهيم، الذي قال إنه يتمنى العمل بها في الزيتونة وفي غيرها، قائلا إن مهر الزواج المعمول به في الزيتونة قبل هذا الاتفاق كان لا يقل عن مبلغ 6 ملايين سنتيم، متبوع بمجوهرات وحلي تتجاوز 40 مليون سنتيم، إضافة إلى التعيينة التي لا تقل عن 50 ألف دينار، والأمور المكلفة في المناسبات والأعياد التي لا تقل عن 40 ألف دينار، فضلا عن وليمة العرس وغيرها، ما يجعل تكاليف الزواج تتراوح ما بين 600 ألف دينار و800 ألف دينار وأكثر من ذلك في غالب الأحيان. وقال إن هذه العادات ليست سيئة وإنما مكلفة كثيرا بالنسبة إلى الشباب، والحمد لله أن مبادرتنا هذه لاقت استحسان ومباركة جميع سكان الزيتونة بمن فيهم النساء، وأن هذه المبادرة جاءت لإلغاء هذه العادات التي تحول دون إقبال الكثير من الشباب على الزواج، ولتشجيع المئات من الشباب على الزواج، خاصة في ظل الارتفاع الرهيب للمجوهرات في الأسابيع الأخيرة، التي قفزت إلى ضعف سعرها تقريبا.