يطالب عمال قطاع الوظيفة العمومية ببلدية البرمة الحدودية التابعة لولاية ورقلة، والتي تعد البلدية الأبعد عن مقرها بمسافة تتجاوز ال430 كلم، بإدراج منطقتهم ضمن مناطق الجنوب الكبير، نظرا لعدة اعتبارات ونتيجة الظروف الصعبة التي يعملون فيها. ومن خلال الزيارة الأخيرة لوزير الداخلية والجماعات المحلية "نور الدين بدوي" للولاية منذ يومين، جدد الموظفون مطلبهم القاضي بإدراج هذه البلدية الحدودية مع الشقيقة تونس، بشريط حدودي يمتد لأكثر من 180 كلم، كما أنها لا تبعد عن الحدود الليبية بأقل من 150 كم، ما يجعلها منطقة قريبة من بؤرتين للتوتر والمعروفة بتواجد الجماعات الإرهابية، إضافة لهذا فالمنطقة تعيش ظروفا صعبة بداية بالطريق الوطني رقم 53، الذي بات غير صالح تماما للسير بسبب تدهوره وعدم إعادة الاعتبار لهذا الشريان الاقتصادي منذ أكثر من 3 عقود من الزمن. سبب أدى لعزوف العمال على الإقامة بهذه الجهة وزاد من متاعب القاطنين بها، فالطريق تغلق أحيانا كثيرة لعدة أيام بسبب الرمال والمنعرجات الموجودة فيه، وهو وضع رفع من ثمن المواد الاستهلاكية بالمنطقة، وحتم على التجار إضافة مصاريف النقل لهامش ربحهم، فهم يقتنون احتياجاتهم اليومية من ولاية وادي سوف على مسافة تفوق 650 كلم. كما أن بلدية الدبداب التابعة لولاية ايليزي، لا تبعد سوى ب150 كلم عنهم، ومصنفة ضمن مناطق الجنوب الكبير، ما جعل العمال القادمين من الشمال في قطاعي التربية والصحة يفضلونها، فالإدارات والمرافق العمومية تعرف سنويا هجرة جماعية لأغلب إطاراتها، فبمجرد الترسيم والتثبيت في المنصب يسعى جاهدا للانتقال إلى مقر الولاية ورقلة أو الجهة الأقرب لمقرّ سكناه، خاصة أن الغالبية منهم يعيشون بمفردهم بعيدا عن عائلاتهم وأبنائهم. وبرغم الرسائل التي وجهوها للسلطات العليا منذ سنتين تقريبا، إلا أنها لم تأت بجديد. وبمناسبة هذه الزيارة وبحكم أن وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي من المنطقة ويعرفها جيدا، لذا فهم يناشدونه إنصافهم وإدراج البرمة الحدودية ضمن مناطق الجنوب الكبير.