مع الارتفاع غير العادي لدرجات الحرارة هذه الأيام وتزامن استفادة التلاميذ من العطلة المدرسية وكذا غياب أماكن للاستجمام، على غرار المسابح وبعد السواحل عن المناطق الواقعة جنوب ولاية تيزي وزو، حيث تشهد هذه الأخيرة مؤخرا ظاهرة ذهاب عشرات الشباب والأطفال لممارسة السباحة في البرك ومجاري والسيول المائية هروبا من الحر الشديد. ورغم إدراكهم لخطورة هذه الأماكن التي أودت بحياة العديد من الأطفال والشبان نتيجة الغرق فيها خلال السنوات الماضية، كون قاعها ترابيا من النوع الذي يلتصق بأي واحد يغامر ويدخل هذه السدود، إلا أن غياب التوعية والرقابة ومتابعة الأولياء لتصرفات أبنائهم دفعت بهؤلاء إلى أحضان الموت في هذه البرك، أين يجازف هؤلاء الأطفال بحياتهم من أجل التخفيف من درجات الحرارة التي بلغت مستويات قياسية مؤخرا، متجاهلين بذلك مدى خطورة السباحة في مثل هذه الأماكن. وأشار العديد من المواطنين الذين تحدثت إليهم الشروق اليومي إلى أن السباحة في هذه البرك والسدود المائية أصبحت ظاهرة عادية رغم خطورتها، حيث يلجأ إليها مجموعة من الأطفال والشبان للتخفيف من شدة الحر وقضاء الوقت، متجاهلين بذلك خطورة السباحة في هذه البرك، التي تحولت في فترات سابقة إلى مصيدة لغرق الأطفال، حيث يقوم البعض خاصة فئة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السبع سنوات وصولا إلى العشرين سنة بالسباحة داخل هذه السدود دون أن يدركوا ما في داخلها من جراثيم وما قد تسبب لهم من أمراض ، كون أغلب الأودية تعتبر المعبر الوحيد لقنوات صرف المياه القذرة ومع اختلاطها مع المياه الآتية من الجبال لا يدرك الطفل مدى خطورة السباحة في مثل هذه الأماكن، الأمر الذي يستدعي حسبهم من الجهات المعنية ضرورة التدخل لوضع حد لمثل هذه التصرفات كوضع الأسلاك الشائكة حول هذه البرك ووضع الإشارات التحذيرية التي تمنع الاقتراب منها. ونظراً للارتفاع الرهيب لحوادث الغرق وارتفاع عدد الوفيات الناجمة عنها، وبهدف اتخاذ كافة الإجراءات المناسبة للحد من وقوعها والتعامل معها بشكل سريع، نجد من بين أهم الأسباب التي أدت بهذه الشريحة إلى المجازفة بحياتهم بالسباحة في مثل هذه الأماكن هو غياب المرافق الترفيهية الموجهة لهذه الفئة التي تشكو من التهميش الكبير ببلديات جنوب تيزي وزو على غرار ذراع الميزان، تيزي غنيف، بوغني و غيرها من البلديات، لتتحول بذلك البرك والسدود المائية من مكان للانتعاش والسباحة إلى كابوس يخطف أجسامهم الباحثة عن المتعة، يحدث هذا خاصة في المناطق الريفية والمعزولة، أين تغيب فيها المسابح ما يجعلهم يفضلون التوجه إلى الوديان من أجل السباحة في برك مائية، بالإضافة إلى أن الأولياء غافلون عن وجهات أطفالهم، حيث أكد العديد من الأولياء على ضرورة تكثيف الدروس التحسيسية في المدارس وفي الجمعيات من أجل إقناع الطفل بخطورة السباحة في مثل هذه الأماكن كون الطفل بطبعه يحب المغامرة ولا يحسب عواقبها. وعليه، فهم يطالبون من الجهات المعنية ضرورة التحرك وحل مشكلة المسابح التي لازالت عالقة وتشجيع فكرة بناء مسابح جوارية في كل بلدية، وذلك من أجل القضاء على معضلة التنقل إلى المسبح المتواجد في عاصمة الولاية لإجراء التربصات والذي أصبح غير قادر على استيعاب العدد الهائل من الأطفال المقبلين عليه، فهذا سيتيح لأطفالنا التعبير أكثر عن إمكانياتهم، والحفاظ على أرواحهم التي تبتلعها الوديان والبرك المائية بسبب غياب المسابح.