مع حلول فصل الصيف وبداية لفحات الحر الملتهبة، وفي غياب بديل في ولاية ميلة، تتحول الكثير والأودية والسدود والبرك غير المحروسة، إلى أماكن للاستجمام يجد فيها الأطفال والمراهقون، خاصة أبناء الفقراء منهم، الملجأ المفضل لتجاوز لهيب الحرارة، غير أن هذه المتعة سرعان ما تتحول إلى مأساة يكون ضحاياها هؤلاء الأطفال، لتنقلب هذه الأماكن من نعمة إلى نقمة. تشير الأرقام المسجلة سنويا إلى العشرات من حالات الغرق المميتة، سواء لغياب الحراسة أو لخطورة هذه الأماكن. ففي ولاية ميلة كشفت مصالح الحماية المدنية عن وفاة 123 غريق بين سنة 2000 وإلى 2015، أغلبهم من الأطفال في ظل نقص التوعية والمسابح في البلديات. ففي سنة 2015 تم تسجيل غرق حالة واحدة، فيما تم تسجيل 3 حالات غرق في الأودية وحالة واحدة في البرك المائية. وحسب رئيس مصلحة بمديرية الموارد المائية، فإن امتداد الولاية على شبكة هيدروغيرفية كبيرة له دور في ذلك، فالولاية تحتضن عدة أودية كبيرة منها واد الرمال وواد بويقور، واد النجاء، بالإضافة إلى السد العملاق بني هارون والبحيرات المائية المراقبة وغير المراقبة في بلديات واد النجاء والڤرارم وبلدية يحي بن عبد الرحمان. وأرجع الأولياء الظاهرة إلى نقص المرافق والمسابح وأماكن الترفيه، خاصة في المناطق النائية التي تشهد حرارة ملتهبة في فصل الصيف. وتعكس هذه الأرقام التي ارتفعت مقارنة بالسنوات الماضية خطورة الوضع، ما بات يحتم ضرورة تدخل السلطات المحلية لوضع إجراءات ردعية للحد من هذه الظاهرة من خلال العمل على تكثيف الحراسة بهذه المناطق والعمل على غلقها مع التكثيف من الحملات التحسيسية لتوعية المواطنين. وحسب المختصين، فإن سبب الوفاة بهذه الأماكن يعود بالخصوص إلى كون أرضية تلك المجمعات المائية طينية، بالإضافة إلى احتوائها على صخور صلبة وأحراش، حيث تبتلع من أخطأ التقدير في ظرف ثوان. ويعد تقديم النجدة في مثل هذه الأماكن جد صعب، خاصة إذا كان الحضور كلهم أطفال باعتبارها مناطق غير محروسة وممنوعة من السباحة.