أطلقت كوريا الشمالية، الأربعاء، صاروخين بالستيين جديدين سقط أحدهما قبالة سواحل اليابان، مما أثار غضب طوكيو وأدى إلى تفاقم أجواء التوتر القائم أصلاً مع سيولوواشنطن. وقال الجيش الأمريكي، إن كوريا الشمالية أطلقت صاروخي رودونغ متوسطي المدى في وقت واحد، انفجر أحدهما عند إطلاقه على ما يبدو. ويأتي إطلاق الصاروخين بعد أسابيع من تهديد أطلقته كوريا الشمالية في 11 جويلية بالقيام "بتحرك عملي" ضد الدرع الأمريكية المضادة للصواريخ "ثاد" (ترمينال هاي التيتيود ايريا ديفينس) التي يفترض أن تنشر في كوريا الجنوبية التي تعتبرها حيوية لأمنها القومي. وأعلنت اليابان، إن أحد الصاروخين سقط على بعد نحو 250 كلم عن سواحلها الشمالية داخل "المنطقة الاقتصادية الحصرية" للأرخبيل. ودان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إطلاق الصاروخ، معتبراً أنه "عمل شائن لا يمكن السكوت عنه" ويشكل "تهديداً خطيراً على أمن البلاد". كما دانت واشنطن إطلاق الصاروخين. و قالت وزارة الخارجية الأمريكية "نحن مستعدون.. للدفاع عن أنفسنا وعن حلفائنا كذلك من أي هجوم أو عمل استفزازي". وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية آنا ريتشي-آلن: "نحن على استعداد للعمل مع حلفائنا وشركائنا في جميع أنحاء العالم للرد على استفزازات كوريا الشمالية المقبلة، وكذلك الدفاع عن أنفسنا وعن حلفائنا من أي هجوم أو استفزاز". من جهته، أكد الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) غاري روس، إن "هذا الاستفزاز لا يؤدي سوى إلى تعزيز تصميم الأسرة الدولية على الحد من النشاطات المحظورة" لكوريا الشمالية. وكانت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية ذكرت، إن عملية الإطلاق جرت من مكان قريب من مدينة أونيول (جنوب غرب) حوالي الساعة 07:50 من الأربعاء (22:50 ت.غ الثلاثاء)، باتجاه بحر اليابان. وحلق الصاروخ مسافة ألف كيلومتر ويبدو أنه من نوع رودونغ المتوسط المدى، كما قال المصدر نفسه.
عمل إشكالي وخطير جداً أعلنت القيادة الإستراتيجية الأمريكية، إن الصاروخين أطلقا من منطقة في غرب كوريا الشمالية. وقالت أن "المعلومات الأولية تشير إلى أن أحد الصاروخين انفجر بعد إطلاقه بينما تمكن الثاني من مواصلة مساره فوق كوريا الشمالية حتى بحر اليابان". وهي المرة الأولى منذ 1998 التي يسقط فيها صاروخ كوري شمالي في "المنطقة الاقتصادية الحصرية". وقال الناطق باسم الحكومة يوشيهيدي سوغا، إنه لم يسبق إطلاق الصاروخ أي إنذار. وأضاف "بالنسبة للأمن البحري والجوي، إنه عمل إشكالي وخطير جداً". وصاروخ رودونغ هو نسخة محسنة من صواريخ سكود ويبلغ مداه حوالي 1300 كلم. ويأتي إطلاق هذا الصاروخ بعد أسبوعين على إطلاق بيونغ يانغ في 19 جويلية الماضي ثلاثة صواريخ بالستية، في تجربة قالت إنها محاكاة لضربات نووية ضد مرافئ ومدارج هبوط كورية جنوبية تضم معدات أمريكية. ومنذ التجربة النووية الرابعة التي أجرتها كوريا الشمالية في السادس من جانفي ثم إطلاق صاروخ في السابع من فيفري في خطوة اعتبرت تجربة صواريخ بعيدة المدى، تشهد شبه الجزيرة الكورية توتراً متزايداً. وتحظر قرارات الأممالمتحدة على بيونغ يانغ أي برنامج نووي أو بالستي. لكن خبراء يرون أن كوريا الشمالية تحقق تقدماً في جهودها لتطوير صاروخ عابر للقارات قادر على حمل رأس نووي حتى القارة الأمريكية. غزو وأعلنت الولاياتالمتحدةوسيول أنهما اتفقتا على نشر الدرع المضادة للصواريخ "ثاد" قبل نهاية العام الجاري، في مواجهة تزايد التهديدات المتزايدة القادمة من كوريا الشمالية. وتدين بيونغ يانغ هذا المشروع الذي يثير قلق موسكو وبكين أيضاً. ويشكل إطلاق هذا الصاروخ انتهاكاً جديداً لقرارات مجلس الأمن الدولي ويأتي قبل أسابيع من تدريبات عسكرية أمريكية كورية جنوبية مشتركة جديدة. وتثير هذه المناورات السنوية التي شارك فيها ثلاثون ألف عسكري أمريكي وخمسون ألف عسكري كوري جنوبية في 2015، توتراً دبلوماسياً في شبه الجزيرة الكورية إذ تعتبرها بيونغ يانغ "تجربة عامة لغزو" أراضيها، بينما تؤكد واشنطنوسيول أنها محض دفاعية. وهذه المناورات السنوية المسماة "اولشي فريدوم" المقررة في نهاية أوت هي تجارب محاكاة لكن يشارك فيها مع ذلك عشرات الآلاف من الجنود. وهي واحدة من تدريبات سنوية عديدة يجريها البلدان.