لقيت شقيقتان حتفهما، صبيحة السبت، داخل بئر تقع بمشتة المالح ببلدية تسدان حدادة شمال عاصمة الولاية ميلة، ويتعلق الأمر بكل من ح.فتيحة 33 سنة وح.حنان 27 سنة. وتعود وقائع الحادثة، حسب مصادر "الشروق"، حينما نزل شقيقهما البالغ من العمر 24 سنة لتنظيف البئر الذي تستغله العائلة للشرب، وذلك بعد اختلاط مياهه بالمياه القذرة، وبعد تعذر خروجه من البئر الذي يصل عمقه إلى 15 مترا وعرضه مترا واحدا بسبب تعرضه للاختناق، حاولت الضحيتان إنقاذه. في غياب الإخوة الذكور، نزلت شقيقته ليندة البالغة من العمر 30 سنة لإخراج شقيقها، إلا أنها وبعد طول مدة مكوثها داخله تعرضت هي أيضا للاختناق، فسارعت الشقيقة الكبرى فتيحة البالغة من العمر 33 سنة للنزول عساها تتمكن من إخراجهما، غير أنها فارقت الحياة داخل البئر اختناقا بالغازات السامة. وأمام هول الفاجعة وبدون أدنى تردد نزلت شقيقتهم الصغرى حنان البالغة من العمر 27 سنة، إلى داخل البئر لتقديم المساعدة لأشقائها الذين كانوا في وضعية مزرية للغاية، إلا أنها فارقت الحياة هي الأخرى، اختناقا بالغازات السامة، عقب إخراجها من البئر. علما بأن منسوب مياه البئر لم يكن يتعدى ال30 سنتم فقط، وهو ما يدل على أن الضحيتين توفيتا اختناقا بالغازات السامة المكدسة بداخله وليس غرقا في مياهه. ومع وصول عناصر الحماية المدنية إلى مكان الحادثة، تم إخراج عبد الحميد وليندة على قيد الحياة، في وضعية صحية صعبة جدا، فيما استخرجت جثة فتيحة ومن بعدها حنان التي توفيت لحظات بعد وصولها إلى مصلحة الاستعجالات بالعيادة متعددة الخدمات لبلدية تسدان حدادة، بالرغم من استعمال أجهزة خاصة بمثل هذه الحالات، وتم تحويلهما إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى محمد مداحي ببلدية فرجيوة. من جهتها، فتحت مصالح الدرك الوطني تحقيقا في ملابسات الحادثة التي خلفت حالة حزن عميقة وسط سكان المشتة وبلدية تسدان حدادة ككل.