شيعت، زوال أمس، بمقبرة زواغي سليمان، جنازة ضحايا اختناق البئر بمنطقة قادري إبراهيم المعروفة باسم مفترق الطرق الأربعة بالمدينةالجديدة علي منجلي بقسنطينة بحضور السلطات الرسمية ومئات المواطنين الذين ودعوا 7 شبان في مقتبل العمر راحوا ضحية حادث اختناق داخل بئر بمنزلهم، كما شيعت جنازة عوني الحماية المدنية اللذين توفيا في نفس الحادث بمقبرة القماص بحضور المدير العام للحماية المدينة وجمع غفير من أقارب ومعارف الضحايا. وعاش سكان قرية قادري إبراهيم أجواء حزينة، زوال أمس، خاصة خلال إخراج جثث الضحايا الستة من المنزل العائلي في نعوشها نحو سيارات الإسعاف قصد تشييعها إلى المقبرة بحضور رجال الدرك الوطني الذين أمنوا سير الجنازة إلى غاية وصولها إلى المقبرة، في حين بدا والد الأشقاء الخمسة المتوفين منهارا نفسيا والدموع لا تفارق جفنيه، وكان جالسا على الأرض يردد وسط جمع من الجيران اسم ابنه الأكبر وهو يتمتم وكأنه يلومه على أخد أخوته معه إلى حتفهم، أما شقيقه الذي فقد هو الأخر ابنه الذي كان يحضر لعرسه خلال الأشهر المقبلة فكان يجلس هو الأخر على بعد أمتار من أخيه ولا يجد ما يصف به هذه الفاجعة التي اهتز لها كل سكان قسنطينة. وقد لقي، نهار أمس الأول، تسعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 25 و40 سنة، مصرعهم من بينهم 5 أشقاء، ابن عمهم وهو في نفس الوقت صهرهم وجار لهم إضافة إلى عونين من الحماية المدينة، حيث توفي أول ضحية في حدود الساعة التاسعة صباحا عندما كان يقوم بتنظيف بئر ارتوازية تقع داخل منزل العائلة، إذ وبعد مكوثه مدة طويلة داخل البئر الذي يبلغ عمقه قرابة 14 مترا، تحير أشقاؤه ما دفع بأحد إخوته للنزول لمعرفة أسباب عدم خروج شقيقه الأكبر، لكن الأمر تعقد عندما لم يخرج الشقيق الثاني ما دفع بالثالث للنزول ليلحق الأشخاص الآخرون به تباعا في محاولة لإخراج كل من علق داخل البئر بسبب غياب التهوئة وغياب الأكسجين وحتى أن عوني الحماية المدينة اللذين هبا لإنقاذ الضحايا علقا هما الآخران داخل البئر، ولولا تدخل كبار العائلة الذين منعوا بالقوة بقية الشباب من النزول إلى قعر البئر في ظل الأجواء الهستيرية التي ميزت الحادثة، لكانت الحصيلة أكبر.وبتدخل غطاسي الحماية المدينة تم انتشال جثث الضحايا بعد حوالي 7 ساعات من العمل المضني بسبب عمق البئر وقطره الضيق، حيث تم نقلهم إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى محمد بوضياف ببلدية الخروب في حين تم تحويل 5 عناصر من الحماية المدينة إلى المستشفى العسكري بالمدينةالجديدة وقد غادر أربعة منهم المستشفى بينما لا يزال عون آخر للحماية المدنية تحت العناية الطبية وحالته مستقرة حسب تأكيد مصادر من الحماية التي أكدت لنا أن سبب الوفاة هو الاختناق الناتج عن تراكم غازات سامة داخل البئر من المرجح أن تكون أحادي الكربون المنبعث من المضخة التي تعمل بالوقود والتي استعملها الضحية لإخراج الماء من البئر أثناء محاولة التنظيف كما أن غاز النشادر الناتج عن تخمر بكتيري يكون هو الأخر حسب مصادرنا سببا من أسباب اختناق الضحايا. للإشارة، فقد خطف نفس البئر مند حوالي 12 سنة أحد الأشقاء والذي كان يحاول تنظيفه، حيث اختنق وفارق الحياة تاركا ذكرى حزينة وسط العائلة والتي تجددت هذه المرة بوفاة 5 أشقاء وابن عمهم وجارهم واثنين من رجال الحماية المدنية.