في لقاء خصّ به "الشروق" مباشرة بعد تجديد الثقة في شخصه على رأس الولاية المنتدبة تقرت، تحدث الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية عبد القادر بن سعيد عن العديد من الملفات الحيوية والهامة بالمنطقة، بالإضافة إلى التحديات التي تنتظره والملفات المتراكمة التي ورثها والتي تعتبر ملغمة وحساسة بالمنطقة. إستهل الوالي المنتدب لقاءه ب "الشروق" بسرد أرقام وإحصائيات عن العمليات التنموية بعد مرور 14 شهرا عن ترقية تقرت إلى ولاية منتدبة، حيث استفادت الولاية كغيرها من الولايات المنتدبة الجديدة من 170 مليار سنتيم من وزارة الداخلية غطّت 27 عملية تنموية على مستوى 11 بلدية، كما استفادت من مبلغ 53 مليار سنتيم لاقتناء عتاد جمع القمامة ووسائل النظافة، بالإضافة إلى استفادتها من مبالغ معتبرة من ميزانية حاسي مسعود ب 2.7 مليار دينار جزائري، وشملت 267 عملية تنموية و1.4 مليار دينار من ميزانية الولاية شملت 197 عملية تنموية، بالإضافة إلى تهيئة مقر الولاية المنتدبة، أما عن المشاريع القطاعية بلغت 107 عملية تنموية ب4.9 مليار، كما أشار الوالي أن هذه العمليات وخاصة التنموية منها كانت مبرمجة ومسجلة قبل مجيئه لكنها متوقفة، أما على المستوى البشري وهياكل الولاية، فأضاف بن سعيد أنه تم تنصيب 11 مديرا منتدبا للقطاعات الحيوية، بالإضافة إلى تنصيب الأمين العام ورئيس ديوانه وتوظيف 98 موظفا جديدا خلال 14 شهرا. أما عن التحديات، فأضاف بن سعيد أن رهانه الانطلاق في كل المشاريع وإنجازها بوتيرة مقبولة وتنفيذ كافة تعليمات الداخلية لتحقيق البرامج المسطرة للولايات الجديدة وترقية الاستثمار التي عبّر فيها عن ارتياحه لهذا القطاع الذي يشهد قفزة نوعية، خاصة وأنّ تقرت تحتوي على 5 مناطق للاستثمار الصناعي والفلاحي ب 212هكتار، كما أن عدد طلبات الاستثمار الموجهة للولاية قادرة على توفير مناصب شغل تمّتص أكثر من 90 بالمئة من البطالة بالمنطقة، وذكر أن عدد الملفات المقبولة بلغ 36 ملفا وعدد عقود الامتياز المسلمة 118 عقد. مقاطعات حضرية جديدة وإنشاء مؤسسة مشتركة بين البلديات للصيانة ورفع النفايات أما عن المقاطعات الحضرية التي أمر بها وزير الداخلية خلال زيارته شهر جانفي لتقرت باستحداث مقاطعات حضرية لتخفيف الضغط عن البلديات وتحسين الخدمات، فقد أوضح بن سعيد أن مصالحه أرسلت بطاقة تقنية للمقترحات التي استقرت في وقت سابق على اختيار حي عين الصحراء المعروف بذراع البارود ببلدية النزلة، وحي المستقبل ببلدية تقرت وحي 5 جويلية ببلدية الزوية العابدية من أجل ترسيم ترقيتهم إلى مقاطعات حضرية، ويعود ذلك لعدة معايير تتعلق خاصة ببعدها عن مقر البلدية وتأخرها في عمليات التنمية والتهيئة، مقارنة مع الأحياء الأخرى والكثافة السكانية العالية، وسيشرف على تسيير هذه المقاطعات الحضرية مدير ومندوب بلدي ومنتخبين وإداريين لهم صلاحيات واسعة لمساعدة المجلس الشعبي البلدي في التكفل الأمثل بشؤون المواطنين والاستجابة لانشغالاتهم اليومية المتزايدة، كما تم رسميا إنشاء مؤسسة مشتركة بين البلديات متخصصة في رفع النفايات وصيانة الإنارة العمومية بدأت في العمل ميدانيا في انتظار فتح مسابقة لتعيين المدير العام لهذه المؤسسة الحيوية. لا يفّوت الوالي أية مناسبة ليقدم تشكراته لمن هم سبب في صنع الفارق، وتقدم البرامج التنموية المسطرة بتقرت مقارنة بالولايات المنتدبة الجديدة الأخرى، حيث أرجع ذلك إلى الدعم المادي والمعنوي والمرافقة لوالي ولاية ورقلة الذي تم تحويله قبل أيام إلى ولاية الجلفة سعد أقوجيل وأعضاء المجلس الشعبي الولائي الذين لم يبخلوا بالمصادقة على تخصيص ميزانيات لدعم الولاية المنتدبة والتي سبق وأن ثمّن وزير الداخلية هذه المبادرات بدعم الولاية الأم ورقلة من خلال تجسيد برنامج صندوق التضامن ما بين البلديات، مثمّنا وشاكرا لهم هذه الالتفاتة التضامنية الجريئة، ولم ينس بن سعيد دور ممثلي الولاية بالبرلمان بغرفتيه في المساندة والمرافقة عن قرب ورفع انشغالات ومطالب واهتمامات المنطقة لدى السلطات المركزية، وهو ما حمّسه أكثر على مضاعفة العمل بتشجعيات المواطنين والمجتمع المدني أيضا. 9 ألاف طعن في قوائم الأراضي و 3700 على السكن اعتبر عبد القادر بن سعيد أن من بين أكثر الملفات الملغّمة والحساسة بالمنطقة هي ملف الأراضي الصالحة للبناء والسكنات الاجتماعية، والتي تعتبر مشاكل قديمة ومتراكمة عاشتها تقرت خلال فترة الفراغ التي سبقت ترقيتها إلى ولاية منتدبة، حيث أوضح أنه بعد عملية الإفراج عن القوائم المؤقتة للبلديات الأربعة لدائرة تقرت تم فتح باب الطعون، إذ تلقت مصالحه 9 ألاف طعن على مستوى القطع الأرضية و 3700 طعن على مستوى السكنات الاجتماعية، وتم تصنيف هذه الطعون إلى مؤسّسة وأخرى غير مؤسّسة، واعترف في الوقت نفسه أن عددا من القوائم في بعض البلديات سجلت تجاوزات مفضوحة أثارت حفيظة المواطنين وغليان الشارع، وسيتم فتح تحقيقات معمقة مثلما تعهد به أمام المواطنين وغربلة القوائم، أما عن المدّة التي تستغرقها دراسة الطعون أو الإفراج عن القوائم النهائية فأوضح المتحدث أنه من الصعب تحديد ذلك، وأن العملية تستغرق وقتا أطول لدراسة هذه الطعون والتحقيق فيها بالتفصيل. القانون يحلّ المجلس الشعبي البلدي لسيدي سليمان بعد مرور أكثر من 8 أشهر من الانسداد ومقاطعة 11 عضوا من أصل 13 لمجالس البلدية ومجالس المداولات، والتي انعكست سلبا على المواطن والتنمية بالبلدية، أكد الوالي أنه سيطبق القانون بحذافره في هذا الملف الذي يعتبر حساسا بدوره، بعد فشل المساعي والجلسات الودّية والتفاوض بين 11 عضوا ورئيس المجلس الذين عاقبوا مواطنيهم بهذا الانسداد وقتلوا التنمية بالبلدية رغم نداءات المواطنين الذين منحوا ثقتهم فيهم والمجتمع المدني بالتصالح والتجند لخدمتهم، فإنه لم يبق سوى تطبيق القانون في هذه الحالة بعد الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، وإذا لم يعط بن سعيد تفاصيل أكثر عن الحل القانوني إلاّ أنه يستبعد انتخاب مجلس جديد، بل سيعين مندوب لتسيير البلدية خلال الأشهر المتبقية من هذه العهدة. مرافق كبرى ستستلم خلال الأشهر القادمة ستستلم المقاطعة الإدارية تقرت العديد من المرافق الحيوية ذات الطابع الجهوي، حيث سيتم تدشين مستشفى 340 سرير مطلع شهر جانفي 2017 حسب بن سعيد، بعدما أكدت وزارة الصحة والسكان تكفلها بالعتاد والتجهيز، كما أن مصالحه تكفلت بالتهيئة الخارجية لهذا الصرح الصحي العملاق بالجهة، أما على مستوى قطاع الشباب والرياضة سيتم تدشين المركب الرياضي 10 ألاف مقعد خلال شهر نوفمبر الداخل، والذي من شأنه تخفيف الضغط عن الملاعب الأخرى من جهة ومنافسة تقرت للولايات المجاورة في الأقطاب الرياضية بتواجد مسبح وقاعة متعددة الرياضات ومضمار ألعاب القوى بحي المستقبل. وداعا للأكشاك الفوضوية بتقرت بخصوص الأكشاك الفوضوية التي أعلن عليها الحرب منذ مجيئه، أوضح الرئيس السابق لدائرة واد التليلات بولاية وهران أن كل كشك يتم إنجازه في الوقت الحالي على مستوى تراب المقاطعة الادارية تقرت سيتم إزالته فورا، أما قضية الأكشاك القديمة فيتم حاليا تسوية وضعيتها بعد إجبار أصحابها على الالتزام بشروط كاستجابتها لمواصفات ومعايير ومقاييس عمرانية موحدة تعطي وجها لائقا ونظيفا في الواجهة وبعيدة عن الأماكن والمؤسسات الحيوية الحساسية. هذه هي المشاكل المطروحة بالمقاطعة من المشاكل التي لا تزال تعترض تقرت ومنذ سنوات طويلة يقول الوالي المنتدب أن المياه الصالحة للشرب وانقطاعاتها المتكررة أو غيابها الطويل عن العديد من الأحياء من بين أكثر المشاكل المطروحة لدى السكان في ظل افتقار مؤسسة توزيع المياه لوسائل وعتاد للتكفل بصيانة الشبكة وإعادة المياه للحنفيات، كما يعتبر تدهور واهتراء قنوات الصرف الصحي من بين المشاكل، بالإضافة إلى الخطر الذي يهدد قناة وادي ريغ من التلوث لأنها أصبحت مصبا لمياه الصرف الصحي لعدّة بلديات، كما أن الاحتياجات المتزايدة لعديد من الأحياء وخاصة حي المستقبل الذي يعتبر المدينة الجديدة لعاصمة الولاية من بين انشغالات ومطالب المواطنين للتكفل بها في انتظار تسجيل برامج إضافية.