نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصادر سياسية، الأربعاء، إن رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري يعتزم تأييد تولي ميشال عون منصب الرئاسة الشاغر، لكن عضواً بارزاً في تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري قال إن القرار ليس نهائياً بعد. وذكرت المصادر السياسية رفيعة المستوى، أن هذه الخطوة ستؤدي إلى تولي عون الحليف السياسي لجماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران رئاسة الدولة، بينما يصبح الحريري المدعوم من السعودية رئيساً للوزراء للمرة الثانية. ونتيجة للصراع السياسي، فإن منصب الرئيس اللبناني شاغر منذ عامين ونصف العام. ومنصب الرئيس في لبنان مخصص للمسيحيين الموارنة ضمن نظام لتقاسم السلطة بين الطوائف. ولم يتضح على الفور ما إذا كان ترشيح عون سيحظى بدعم كاف بين السياسيين اللبنانيين لضمان اكتمال النصاب القانوني اللازم للتصويت في البرلمان المؤلف من 128 مقعداً. ومن المقرر عقد الجلسة البرلمانية المقبلة لانتخاب رئيس في 31 أكتوبر. وقال فؤاد السنيورة رئيس الوزراء الأسبق ورئيس الكتلة البرلمانية لتيار المستقبل لصحيفة (ديلي ستار)، إن الحريري أبلغ نواب تيار المستقبل، يوم الثلاثاء، بأنه قرر دعم ترشيح عون للرئاسة، لكنه أضاف أنه لا يوجد "قرار نهائي بعد بهذا الشأن". وقاد الحريري (46 عاماً) تحالف قوى "14 آذار" ضد تحالف حزب الله وحلفائه بما في ذلك عون بعد اغتيال والده رفيق الحريري في عام 2005. وأصبح رئيساً للوزراء في 2009، لكن تم الإطاحة بحكومته عام 2011 عندما استقال حزب الله وحلفاؤه. ويتزعم عون أكبر كتلة مسيحية في البرلمان الذي تم انتخابه في 2009 عندما أجريت آخر انتخابات في البلاد. وأضحى عون حليفاً لحزب الله منذ عام 2006. وتولى عون منصب قائد الجيش وترأس إحدى حكومتين متنافستين خلال السنوات الأخيرة من الحرب الأهلية اللبنانية حتى أجبرته القوات السورية على مغادرة القصر الرئاسي إلى المنفى. وعاد إلى البلاد في 2005 بعد انسحاب الجيش السوري تحت ضغط دولي عقب اغتيال الحريري. ومن بين الخصوم السياسيين لعون السياسي صاحب النفوذ نبيه بري وهو رئيس البرلمان ورئيس حركة أمل الشيعية. وهذا الاقتراح الذي لم يكن يخطر في بال أحد حتى وقت قريب يلقي ضوءاً جديداً على المأزق الذي يواجهه الحريري السياسي السُّني الأكثر نفوذاً في لبنان جراء أزمة مالية تواجهها شركته للتطوير العقاري في السعودية. و"سعودي أوجيه" هي المحرك المالي وراء التيار السياسي الذي تقوده عائلة الحريري وقد تضررت بشدة في الآونة الأخيرة جراء تباطؤ في قطاع البناء السعودي مرتبط بهبوط أسعار النفط، مما أدى إلى خفض الإنفاق الحكومي مما أدى إلى تسريح موظفين من تيار المستقبل. ويقول دبلوماسيون، إن الحريري لم يعد الابن المدلل للسعودية والتي توجه اهتمامها هذه الأيام نحو منطقة الخليج وسوريا أكثر بكثير من لبنان. وقال سياسيان كبيران لرويترز، إن الحريري عبر عن نيته ترشيح عون وهو في الثمانينيات من العمر للرئاسة في إطار اتفاق تقاسم السلطة. وذكر مصدر ثالث وهو عضو في تيار المستقبل، أن الحريري عبر عن نيته اتخاذ هذه الخطوة لكن أعضاء في كتلته البرلمانية عارضوها.