كرّست الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة اللبنانية المقبلة تبدلاً كبيراً في المشهد السياسي اللبناني وفي الأكثرية النيابية التي نجمت عن الانتخابات العامة التي جرت العام 2009. فانقلبت الآية بانضمام زهاء 9 نواب من الأكثرية السابقة، الى الأقلية وأطراف المعارضة، سيرجحون حصول مرشحها للرئاسة الثالثة، الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي، على أكثرية 67 صوتاً على الأقل من أصل 128 هم أعضاء البرلمان، في الاستشارات الملزمة التي بدأها رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمس وتنتهي بعد ظهر اليوم. وفيما ينتظر أن يحصل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على 60 أو 61 صوتاً من كتلته وحلفائه في قوى "14 آذار" في هذه الاستشارات، صار من الواضح أنه سينتقل الى المعارضة بعدما أعلن قبيل بدء الاستشارات أن تيار المستقبل الذي يتزعمه يرفض المشاركة في أي حكومة يرأسها مرشح الثامن من آذار، مشيراً بذلك الى أن حزب الله وحلفاءه في المعارضة كانوا وراء اختيار ميقاتي مرشحاً لهم، وأرفق ذلك بإبلاغ الرئيس سليمان خلال لقائه به مع كتلة "المستقبل" النيابية (28 نائباً) أنه يعتبر بعد الذي حصل لم يعد مطلوبا منه أي موقف أو خطوة من المحكمة الدولية والقرار الاتهامي الذي يفترض أن يصدر عنها، في إشارة الى المفاوضات التي كانت جارية في إطار الاتصالات السعودية – السورية على تسوية سياسية تتناول هذا القرار واتخاذه موقفاً "استيعابياً" له والتعهد كما تردد في بعض الأوراق التي تسربت، بإلغاء بروتوكول التعاون مع المحكمة وسحب القضاة اللبنانيين منها ووقف تمويلها. تيجة للواقع الجديد قام انصار الحريري في بيروتوطرابلس والمناطق بتظاهرات وقطع طرق بالاطارات المشتعلة، مطالبين برئاسة الحكومة لزعيم تيار المستقبل وميقاتي بالانسحاب من تشكيل الحكومة التي اعتبروا انها حكومة يعينها حزب الله في حين ان المنصب يعود الى اكثر زعماء السُنة شعبية. واتهم تيار المستقبل الذي يقوده رئيس حكومة تصريف الاعمال في لبنان سعد الحريري مساء الاثنين حزب الله بتنفيذ "انقلاب" هدفه وضع رئاسة الحكومة "تحت وصاية ولاية الفقيه". واعلن عضو المكتب السياسي في التيار النائب السابق مصطفى علوش في بيان تلاه من طرابلس في شمال لبنان عن "احتجاجات مفتوحة الى حين عودة الحق لاصحابه"، داعيا الى "التعبير عن الغضب ورفض الوصاية الفارسية". وقال علوش ان "الانقلاب الذي يقوم به حزب الله محاولة لوضع رئاسة الوزراء تحت وصاية ولاية الفقيه". وبرز رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي خلال الساعات الاخيرة كالمرشح الاوفر حظا الى رئاسة الحكومة اللبنانية في ظل دعم حزب الله وحلفائه له، في مواجهة الحريري، الشخصية السنية الاكثر شعبية. وقال النائب خالد الضاهر في تجمع في طرابلس معقل السنة في شمال لبنان "ندعو اللبنانيين وخاصة اهل طرابلس الى وقفة يوم غد الساعة العاشرة دفاعا عن الحق عن الحرية دفاعا عن الحقيقة دفاعا عن العدالة من اجل ان تقوم المحكمة بمعاقبة المجرمين والمرتكبين." واتهم انصار الحريري حزب الله بالانقلاب على رئاسة الوزراء ووضعها تحت راية ولاية الفقية الايرانية.