تعد اللهجات الأمازيغية من المكوّنات والهوية الأساسية المكوّنة للمجتمع الجزائري وهي من اللغات التي لم تندثر خلال قرون وعلى مرّ التاريخ رغم الاحتلال المتعاقب على شمال إفريقيا بصفة عامة والجزائر بصفة خاصة، ومنذ ما قبل التاريخ إلى يومنا هذا، حيث بقيت معظم القبائل محافظة على عاداتها وتقاليدها، على غرار قبائل الشاوية والقبائل والتوارق وغيرها من القبائل المنسوبة للأمازيغ. صدر مؤخرا كتاب جديد بعنوان "قاموس عربي أمازيغي بالمتغير الورقلي الزناتي" للكاتب الأستاذ خالد بن أحمد فرتوني، والذي يعالج فيه كلمات ومفردات من المتغير الورقلي تقارقنت والمنبثقة عن الزناتية المتداولة في قصر ورقلة ومنطقة نقوسة وبلدة عمر وقوق وتماسين بتقرت ومن واحات شمال الصحراء بصفة عامة والتي لها لسان أمازيغي مشترك مع باقي اللهجات كالشاوية والقبائلية والتارقية إلى غيرها من اللهجات التي تعتبر من مكوّنات اللغة الأم الأمازيغية. هذا المولود الجديد الذي ستستفيد منه عديد المكتبات بالوطن سيؤدي لا محالة إلى إثراء النقاش الوطني الذي بدأ مؤخرا بالجزائر حول كيفية إنشاء مدلول ومكوّن واحد للغة الأمازيغية بالجزائر عبر إنشاء ورشات خاصة لإيجاد صيغة موحدة لقاموس يكون جامع لجميع لهجات اللغة الأمازيغية، هذه الأخيرة التي تم ترسيمها وإعلانها لغة رسمية ثانية بالجزائر، إلى جانب اللغة العربية، فبالرغم من أن الجنوب الجزائري يوجد به عديد الأهالي والقبائل التي تتكلم باللسان الأمازيغي كالشلحية بتقرت والورقلية بورقلة والزناتية بتيميمون، والتي تشترك في عديد الكلمات إلا أنه لم نجد مؤلفات وكتبا كفيلة بجمع هذه اللهجات واحتوائها لدراستها وتصنيفها مع نظيراتها بالشمال، على غرار الشاوية والقبائلية اللتين صدرت بشأنهما عديد الكتب والقواميس. وبهذا القاموس الجديد الذي يعالج لهجات المنطقة بالجنوب الجزائري يأمل عديد سكان هذه المناطق من الكتاب والمؤرخين بالاهتمام أكثر بدراسة لغتهم التي بقيت صامدة إلى يومنا هذا. كما يمكن أن يؤدي هذا الكتاب إلى بروز كُتّاب وباحثين جُدد وهذا للبحث وتدوين هذا الموروث الثقافي المنسي بالمنطقة خاصة أن اللغة الأمازيغية بدأت تسترجع عافيتها من خلال إنشاء عديد المخابر العلمية التي تهتم بدراسة اللغة والثقافة الأمازيغية، حيث ينتظر إنشاء مركز وطني بولاية بجاية والذي يقوم بالبحث عن إيجاد الصيغة النهائية الجامعة للحرف واللغة الأمازيغية، وهذا من خلال دراسة كل اللهجات على المستوى الوطني وهذا من أجل المضي قدما لتطوير هذه اللغة، على غرار عديد دول شمال إفريقيا والتي خطت خطوات في هذا المجال كدولة المغرب الشقيقة