توقع الخبير النفطي والطاقوي الجزائري مراد برور، حدوث صدمة نفطية جديدة اعتبارا من 2020، وسيكون البترول الذي يسوق اليوم بالإمكان بيعه أغلى بثلاث مرات في غضون 3 سنوات، خاصة أن الإنتاج الأمريكي سيستقر في 2017 وسيبدأ في التراجع اعتبارا من 2018. وقال الخبير في مجال النفط والطاقة مراد برور ل"الشروق" تعليقا على المكاسب التي حققتها أسعار النفط في الأسواق الدولية في افتتاح التعاملات الأسبوعية التي بلغت 57 دولارا للبرميل، إن القرارات التي اتخذتها أوبك في اجتماع 30 نوفمبر الماضي بتخفيض 1.2 مليون برميل يوميا قد أعطت إشارات إيجابية للسوق النفطية، وجعلت التوجه العام يميل إلى كفة إعادة التوازن للسوق بين العرض والطلب. وحسب مراد برور، فإن الطلب العالمي بدأ يرتفع هو الآخر، وتراجع الأسعار كان سببه تراجع الطلب العالمي وفائض الإنتاج من داخل منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، إضافة لبترول الشيست في الولاياتالمتحدة. واعتبر مراد برور أن استمرار تراجع الأسعار خلال السنتين الأخيرتين يمكن أن يفسر على أنه امتداد للأزمة الاقتصادية لسنة 2008، التي تسببت في تباطؤ الاقتصاد العالمي رغم تراجع تكلفة الطاقة خلال العامين ونصف الأخيرين. ويؤكد مراد برور أن الطالب العالمي بدأ بالارتفاع حاليا والصين بدأت بإعادة توجيه نموذجها الاقتصادي، كما أن السوق استجابت لقرارات منظمة أوبك. وتوقع مراد برور أن تمر السوق النفطية خلال الأشهر المقبلة بمرحلة حذر، وانتظار التزام أعضاء أوبك بتنفيذ القرارات المتخذة، وعلق على ذلك بالقول "يجب تقاسم التضحيات بين الدول الأعضاء"، كما هو الشأن بالنسبة للأعضاء من خارج "أوبك" الذين سيكونون حذرين إزاء التزام أعضاء أوبك أم لا ببنود الاتفاق. وبخصوص إمكانية تأثير بترول الشيست الأمريكي على الأسعار أوضح المتحدث أن عدد الآبار في الولاياتالمتحدة تراجع من 1600 بئر عام 2014، إلى نحو 500 مائة، موضحا أن ارتفاع الأسعار دفع ببعضها إلى العودة إلى النشاط خصوصا أن تكلفة الاستغلال تقلصت مع التطور التكنولوجي، حيث يمكن إنتاج برميل بتكلفة 25 دولارا في داكوتا الجنوبية مثلا. ولكن مراد برور استدرك وشدد على أن الاحتياطات الأمريكية ليست ضخمة كما يعتقد البعض (44.5 مليار برميل) على غرار ليبيا والسعودية والعراق وإيران، وأكد على أن الإنتاج الأمريكي سيستقر في عام 2018، وهو حاليا في حدود 8.6 مليون برميل يوميا، وسيبدأ في التراجع اعتبارا من 2018. ويتوقع برور أن تبقى إذن أسعار النفط خلال 2017 في مستوى ما بين 55 و60 دولارا للبرميل، وربما ستصعد فوق أكثر فوق هذا المستوى بالنظر لمعطيات السوق. ودعا مراد برور السلطات الجزائرية إلى التعامل ببرودة دم مع قضية أسعار النفط والأزمة المالية، مشيرا إلى أن الجزائر لديها من الإمكانيات المالية لمواجهة الوضع. وشدد المتحدث على أن الجزائر يجب ألا تزيد من إنتاجها من النفط والمحروقات لأن ما نبيعه اليوم من نفط، سنبيعه بثمن أغلى بثلاث مرات في غضون 5 سنوات فقط. وقال مراد برور في هذا الصدد "شخصيا أتوقع صدمة نفطية جديدة في الأسواق فيما بين 2020 و2025". وأضاف "الاستثمارات التي تراجعت وتقلصت كثيرا ستؤثر على العرض وستكون صدمة نفطية اعتبارا من سنة 2020". وتابع "لذلك ما نبيعه اليوم يمكن أن نسوقه بعد سنوات بثمن أغلى ب 3 مرات".